ماهية نظرية الدومينو:
حينما حطّت الحرب العالمية الثانية رحالها، اتضح للعالم أن ميزانين للقوى سيتصارعان على سُدة حكم العالم، وهما الجانب الأمريكي والجانب السوفيتي الشيوعي، وقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة برئيسها “دوايت أيزنهاور” بالإشارة إلى نظرية الدومينو.
حيث تشير نظرية الدومينو إلى “أنه إذا كانت هناك دولة في منطقة ما تحت النفوذ الشيوعي، فإن الدول المحيطة بها ستخضع لنفس النفوذ عبر تأثير الدومينو”.
وتشير الموسوعة الحرة “ويكبيديا” إلى تأثير الدومينو وتعرفها على أنها “تفاعل تسلسلي يحدث عندما يسبب تغيير صغير تغييراً مماثلاً بجواره والذي بدوره سيحدث تغييراً مماثلاً وهكذا دواليك في تسلسل خطي”
انظر “هل ستقود الصين العالم في العام 2021؟“

وقد نشأت هذه النظرية من الرحم الأمريكية، بعدما تمكّن “ماوتسي تونغ” بالانتصار في الحرب الأهلية الصينية، ودخول الصين في حيز الحكم الشيوعي عام 1947، فخافت الولايات المتحدة الأمريكية من سقوط الصين في يد الاتحاد السوفيتي ممثلا برئيسها آنذاك “جوسيف ستالين”، ومن ثم توالي سقوط الدول الآسيوية المتاخمة للحدود الصينية والقريبة منها، في يد الشيوعيين.
كما خشيت الولايات المتحدة الأمريكية من امتداد السيطرة الشيوعية على أوروبا، خاصة بعد سيطرة المعسكر السوفيتي على معظم بلدان أوروبا الشرقية، وخاصة مع إعلان استقلال فيتنام عام 1945 من قبل الزعيم الفيتنامي الشيوعي “هو شي مينه” وهو ما فتح باب الحرب مع الجانب الفرنسي، مما دفع الجانب الأمريكي إلى إعلان تقديم المساعدات العسكرية والمالية للجانب الفرنسي.
ولم تقف المساعدات على الجانب الفرنسي، بل قامت بتقديم الدعم المالي لليونان وتركيا، لاحتواء المد الشيوعي في أوروبا والشرق الأوسط.
وبحلول العام 1952 قام مجلس الأمن القومي بإدراج نظرية الدومينو في تقريره عن الهند الصينية، وخاصة بعد خشية الأمريكيين من سقوط دول جنوب شرق آسيا في يد الشيوعيين بعد سقوط الهند الصينية في أيديهم.
