هيمنة الدولار الامريكي مقابل العملات باستثناء عملة واحدة، ومخاوف الركود تتزايد

شهدت الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء هيمنة الدولار الامريكي مقابل سلة من العملات باستثناء الين الياباني، وارتفاع مؤشره لأعلى مستوى منذ عقود.

حيث وقف الدولار مرتفعا يوم الأربعاء واستقر عند أعلى مستوياته في 20 عاما مقابل اليورو.

كما استمرت هيمنة الدولار الامريكي وسجل لأعلى مستوياته في عدة أشهر مقابل أقرانه الرئيسيين الآخرين، بدفع من تجدد مخاوف ارتفاع أسعار الغاز وعدم اليقين السياسي مخاوف الركود ودفع المستثمرين إلى التدافع نحو عملة الملاذ الآمن.

ففي آسيا كان اليورو يسجل 1.025 دولارا، أي جزء صغير فقط من أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2002.

وهو ما دفع مؤشر الدولار للتحليق عند أعلى مستوى له خلال عشرين عاما عند 106.57 نقطة، رغم ارتفاع الين الياباني كملاذ آمن.

وقد قال شارو تشانانا استراتيجي السوق في Saxo Capital Markets لموقع وكالة رويترز:

إن انخفاض اليورو إلى قوة الدولار يحدث بسبب المخاوف من نقص الغاز في منطقة اليورو التي تهدد بها روسيا”.

حيث تقترب أسعار الطاقة في ألمانيا وفرنسا للعام المقبل من مستويات قياسية.

بينما يحاول المنظمون ضمان شراء ما يكفي من الغاز للتخزين والإشراف على وضع قوائم الأولويات للوصول إلى الغاز.

وأضاف تشانانا قائلا:

“إن انخفاض اليورو جدد تركيز السوق على التكافؤ مع الدولار، مع استعداد البنك المركزي الأوروبي للبقاء خلف بنك الاحتياطي الفيدرالي في تشديد السياسة والنظر إلى مخاطر الركود الأكبر في منطقة اليورو”.

وقد ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين، وهو الأمر الذي ينافي العلاقة التقليدية بأنه كلما انخفضت مدة استحقاق السند انخفض العائد عليه.

ولكن ارتفاع هذا النوع من السندات ضمن الأجل القصير، يعني أن هناك ارتفاع احتمالية حدوث الركود الاقتصادي الأمريكي والعالمي.

بينما انخفض اليورو مقابل الجنيه الاسترليني بشكل بسيط، وذلك لتعرض الاقتصاد البريطاني للكثير من الاضطرابات السياسية.

أما عن اداء الجنيه مقابل الدولار فقد انخفض بشكل طفيف عند 1.1941 ليسجل أدنى مستوى له خلال 18 شهرا.

فيما عاد الين الياباني لتمثيل دور الملاذ الآمن ضمن الازمات المحتملة، حيث انخفض الدولار مقابل الين بنسبة 0.3% مسجلا 135.41 ينا.

حيث قال مات سيمبسون ، كبير محللي السوق في سيتي إندكس:

“إن الين هو العملة المفضلة حتى الآن لأنه يمتص التدفقات الإلزامية للملاذ الآمن”.

كما أضاف:

“على الرغم مما يجري الآن إلا أن حالة الذعر بين المستثمرين والحذر، تدفع الجميع إلى حالة التأهب”.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية