يوم الهروب الكبير في الاسواق، والدولار الأمريكي يحلق قبل اجتماع الفيدرالي

رويترز: حلق الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في عقدين مقابل سلة من العملات يوم الأربعاء، بعد أن قفزت عوائد سندات الخزانة الأمريكية قبل رفع أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وذلك قبل ساعات من محضر الفيدرالي وقراره بالنسبة للفائدة على الدولار الأمريكي، وهو ما قد يمثل يوم الهروب الكبير بالنسبة للبعض خلال اليوم.

وقد ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، بنسبة 0.1% إلى 110.27، موسعًا مكاسبه بنسبة 0.6% خلال الليل.

بينما ظل بعيدًا عن أعلى مستوى في 20 عامًا عند 110.79 الذي سجله هذا الشهر حينما عاد للدولار بريقه.

وقد بلغت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين، وهي مقياس تقريبي لتوقعات أسعار الفائدة، 3.992% بين عشية وضحاها، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007.

كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 3.604%، وهي أعلى نسبة منذ 2011.

وتزيد العوائد المرتفعة من جاذبية امتلاك سندات الخزانة والدولار التي يمكن شرائها بها.

وسيعلن الاحتياطي الفيدرالي عن إعدادات السياسة، وقد قامت الأسواق بتسعيرها بالكامل عند 75 نقطة أساس زيادة في الأسعار.

فيما انخفضت نسبة تسعير اسعار الفوائد بمقدار 1% اليوم، مع توقع أن تصل المعدلات إلى ذروتها بنحو 4.5% بحلول مارس 2023.

وسينصب تركيز المستثمرين أيضًا على التوقعات الاقتصادية المحدثة التي تظهر أين يرى مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي اتجاه أسعار الفائدة.

حيث قالت كريستينا كليفتون، كبيرة الاقتصاديين وكبيرة محللي العملات في بنك الكومنولث الأسترالي:

“المستوى التالي الذي نشهد وصوله (مؤشر الدولار الأمريكي) على المدى القريب سيكون 112 نقطة”.

كما قالت عن هذا المستوى الكبير للمؤشر، بأنه سيأتي بناء على ما سيجري اليوم، حيث قالت:

“إذا حصلنا للتو على 75 نقطة أساس من بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن ذلك سيدفع الدولار الأمريكي إلى هذا المستوى.”

وقد فاجأ ريكسبانك السويدي الأسواق يوم الثلاثاء بزيادة أكبر من المتوقع بمقدار 100 نقطة أساس ، لكنه لم يساعد العملة كثيرًا – متأثرة بمخاطر النمو – التي هبطت إلى أدنى مستوى لها في 20 عامًا بعد القرار.

وما زال الأمر حتى الآن يسير لصالح الدولار القوي، وذلك بسبب قوة معدلات التضخم بدفع من ارتفاع اسعار الغذاء والطاقة.

يوم الهروب الكبير ! فهل يعني الانهيار أم أمر آخر؟

سيحمل هذا اليوم الكثير من التداولات المضطربة، بحيث سيمثل للبعض يوم الهروب الكبير لأولئك الذين لن يستطيعو الانتظار حتى موعد الفيدرالي ومحضره وتصريحات رئيسه.

وقد يكون هذا التحرك أمرا طبيعيا في حالة وصول الدولار الأمريكي إلى مستويات جيدة تذكرّنا بما كان عليه الوضع منتصف شهر يوليو.

حيث قام العديد من المضاربين تحديدا بزراعة مراكز عند مستويات منخفضة، وهو ما سيدفعهم إلى تحقيق أرباح محققة خلال اليوم.

دون أن يعني ذلك استعدادا لانهيار قادم للدولار الأمريكي، ولكنه يعني تخلص العديد من المراكز على مستويات جيدة ومرتفعة.

ومن ثم الانتظار لأية عملية تصحيح وانخفاضات سعرية لزراعة مراكز جديدة استعدادا لما سيكون الوضع عليه بعد الاجتماع.

أما عن مجريات ما سيحدث للدولار الامريكي بعد المحضر، فإنه سيكون مرهونا بخطاب الاحتياطي وتفاصيل التوقعات.

واللذان إن جاءا كما هو متوقع، فإنهما سيعطيان للدولار الأمريكي قوة جديدة ومستويات سعرية أعلى.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية