ما زال أداء الدولار الأمريكي والنفط مستقرا نوعا ما عن المستويات الحالية، إلا أن الدولار ما زال يتعرض للعديد من الظروف الضاغطة، وأهمها ارتفاع شهية المخاطرة بعد ارتفاع مؤشر ثقة المستثمر، وارتفاع العملات الأخرى مثل الين الياباني واليورو والجنيه الاسترليني، فيما يحاول النفط الارتفاع رغم العوائق.
أداء الدولار الأمريكي والنفط في ظل الظروف الراهنة!
الدولار مقابل الين!
استقر الين يوم الخميس، وعاد صوب أعلى مستوى له في أربعة أشهر مقابل الدولار سجله في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذلك بعد تعديل مفاجئ لبنك اليابان للتحكم في عائد السندات مما حفز الرهانات الصعودية على الين.
حيث قرر بنك اليابان بالسماح لعائد السندات لأجل 10 سنوات بتحريك 50 نقطة أساس على جانبي هدفه 0%، وهو أعلى أعرض من النطاق السابق البالغ 25 نقطة أساس.
وقد ارتفع الين بنحو 0.5% إلى 131.85 مقابل الدولار، بعد أن ارتفع إلى أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 130.58 يوم الثلاثاء.
فيما فشل الدولار، الذي ارتفع بنسبة 0.6% مقابل الين في الجلسة السابقة، في تعويض انخفاضه بنسبة 3.8٪ الذي أعقب أخبار يوم الثلاثاء.
وقد قال شون كالو ، كبير محللي العملات في وستباك:
“فتح بنك اليابان الباب ، من الواضح ، لمزيد من انهاء سياسته التحفيزية التيسيرية”.
الدولار مقابل تحسن المعنويات!
أما الدولار فقد تراجع بعض الشيء، بسبب انتعاش معنويات المخاطرة بعد البيانات المتفائلة التي أظهرت ارتفاع ثقة المستهلك الأمريكي إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر في ديسمبر ، مع تراجع التضخم وبقاء سوق العمل قويًا.
حيث قال فيشنو فاراثان ، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في بنك ميزوهو:
“عادت الثقة إلى الأسواق حيث جاء عيد الميلاد مبكرًا في شكل زيادة غير متوقعة وواسعة النطاق في ثقة المستهلك الأمريكي”.
كما وقد ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.32٪ إلى 1.2123 دولار ، وعكس جزئيًا انخفاضه بنسبة 0.85٪ خلال الليل.
إلا أن الوضع البريطاني والأوروبي واللذان ما زالت عملاتهما تحققان ارتفاعات جيدة مقابل الدولار، فإنهما ما زالا أمام خطر الركود والتضخم المرتفع.
حيث أظهرت أرقام خلال الليل أن الاقتراض العام البريطاني قفز بشكل غير متوقع الشهر الماضي إلى أعلى مستوى له في أي شهر نوفمبر على الإطلاق ، مما يبرز التحديات التي يواجهها الاقتصاد.
بينما تعيش أوروبا في ظل التهديد الروسي الذي ما زال غير واضح بعد سلسلة كبيرة من العقوبات الأخيرة.
وهي التهديدات أو ردات الفعل التي قد تلحق بالاقتصاد الأوروبي العديد من المشاكل في ظل اشتداد الشتاء شيئا فشيئا.
وقال Callow من Westpac:
“أرقام الاقتراض هي مجرد تذكير بالموقف الصعب الذي تعيشه المملكة المتحدة من الناحية المالية”.
وقال أيضا:
“في عالم لا تزال فيه معنويات المخاطرة هشة للغاية ، فإن العملات التي تعاني بلدانها من عجز مزدوج معرضة للخطر مقارنة بالآخرين”.
أما الاقتصاد الصيني، فإنه ما زال تحت تأثير معنويات منخفضة بسبب انتشار الفايروس مجددا، رغم الاقتراب من نهاية صفر إصابة.
أسعار النفط ترتفع ولكن!
بينما ارتفعت أسعار النفط لليوم الرابع على التوالي يوم الخميس مع تزايد شح مخزونات الخام الأمريكي وزيت التدفئة ووقود الطائرات في الوقت الذي يضرب فيه انفجار شتوي الولايات المتحدة ويتجه السفر للارتفاع في موسم العطلات.
حيث يأتي انخفاض المخزونات في الوقت الذي من المتوقع أن يرتفع فيه الطلب على زيت التدفئة مع عاصفة شتوية قوية تضرب الولايات المتحدة.
وقد قال بادن مور ، رئيس أبحاث السلع الأساسية في بنك أستراليا الوطني:
“فيما يتعلق بأرقامنا … فإن سوق النفط الخام متوازنة بشكل جيد”.
ولكنه قال:
“مع عام 2023، نرى إعادة فتح الصين، واستمرار الزيادة المطردة في الطلب العالمي على الطائرات، وهو ما سيدفع الاسعار نحو الأعلى”.
ولكنه أشار إلى ان المخاوف من الركود، وارتفاع الاصابات في الصين، هي ما تبقي الأسعار منضبطة حتى الآن.
المصادر التي تم الاعتماد عليها في إعداد المقال:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية