تحدث البنك المركزي الاسرائيلي لأول مرة عن امكانية رفع أسعار الفائدة على الشيكل خلال الشهور القادمة.
وعلى الرغم من عدم تغيير سعر الفائدة في اجتماعات أمس، وبقائها عند أدنى مستوى تاريخي لها عند 0.10%، إلا أن المركزي اعترف بامكانية رفع أسعار الفائدة على الشيكل قُدُما.
حيث قال بنك إسرائيل في تقرير منفصل له، وفقا لموقع جلوبس:
“سجل الاقتصاد الإسرائيلي نموا كبيرا، إلى جانب مؤشرات تؤكد على استمرار النشاط القوي، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى بدء عملية تدريجية لرفع أسعار الفائدة بما يتماشى مع مسار التضخم”.
كما تحدّث عن ضرورة رفع وتيرة النمو والتوظيف من أجل الاستمرار في دعم أهداف السياسة النقدية وضمان استمرار العمل السليم للأسواق المالية.
ويعني هذا التصريح بأن لجنة النقد داخل المركزي، ستراقب الظروف الاقتصادية عن كثب، للبدء فعلي برفع أسعار الفائدة.
حيث يرى مسؤولو المركزي بأن النشاط الاقتصادي الحالي مستمر على نحو جيد، إلى جانب الاطمئنان للوضع الصحي بشكل عام.
كما قال بنك إسرائيل في بيانه:
“وفقًا لبيانات الحسابات القومية، فقد نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8.1٪ في عام 2021، متجاوزا التوقعات”.
ليعتبر هذا النمو، المرة الأولى التي يستطيع الناتج المحلي الإجمالي تجاوز المستوى الذي كان عليه ما قبل الأزمة الصحية.
وقد كان المركزي قد تحدث عن عدم رغبته في رفع أسعار الفائدة، رغم ارتفاع التضخم العام لنسبة 3.1% وتجاوزه للمستوى الأعلى للنطاق المستهدف 3%.
وهذا يعود إلى سببين في طبيعة الحال؛
فمن جانب، لا يرغب المركزي الاسرائيلي في رفع أسعار الفوائد بشكل سريع، وإحداث إرباك في الأسواق المالية وأسواق النقد.
بينما، ومن جانب آخر، فإن المركزي يعلم تماما بأن قوة الشيكل ما زالت تحمي الاسرائيلي من مشاكل ارتفاع اسعار السلع والخدمات.
إلا أنه عاد اليوم ليتحدث عن احتمالية رفع لأسعار الفائدة، وهذا قد يكون بسبب الآمال في حدوث انفتاح اقتصادي، وعودة الحياة التجارية لطبيعتها.
كما أنه قد يكون بسبب دراسة المركزي للموقف، وإدراكه بأنه يستطيع عند مرحلة معينة التدخل برفع أسعار الفائدة للحيلولة دون ارتفاع التضخم.
خاصة وأنه أشار في بيانه إلى اشكالية أسعار المساكن، التي ارتفعت بنسبة 11.3% وهي أعلى نسبة منذ سنوات.
في النتيجة؛
يُلاحظ أن الدولار الأمريكي سيستفيد في الوقت القريب من الإبقاء على سعر الفائدة على الشيكل دونما تغيير.
خاصة مع اقتراب رفع أسعار الفائدة الأمريكية الشهر القادم بمعدل ربع نقطة إلى نصف نقطة مئوية.
لاحظ اداء الفوائد على الشيكل والدولار واداء الدولار أمام الشيكل في فترة 2016-2020 في الرسم أدناه.
إلا أن الارتفاع الذي قد يصيب الدولار الأمريكي، يجب أن يتم التعاطي معه ضمن أمرين هما
الارتفاع البطيء في ظل معطيات الاسعار المرتفعة:
حيث ستحرص الحكومة على شيكل قوي أمام الدولار لتمكين الاسرائيلي من التعايش مع معدلات التضخم المرتفعة.
فيما يتعلق الارتفاع السريع بالظروف السياسية:
حيث قد تؤدي إلى ارتفاع الدولار بشكل أسرع من المسار الصاعد بسبب الاقتصاد، وذلك بسبب الاقبال على الدولار لإنشاء مراكز على الذهب باعتباره الملاذ الآمن، كما حدث سابقا.
أما على المدى الطويل، ومن وجهة نظر تحليل أساسي، وهي النظرة التي تهتم بالظروف الاقتصادية وتحليلها.
فإن الدولار سيتجه نحو الارتفاع أمام الشيكل، للأسباب المحتملة التالية:
-
ارتفاع اسعار الفائدة الفيدرالية لأكثر من مرة، وهو ما سيجعل الدولار عملة جذابة بسبب ارتفاع العوائد عليها.
-
عودة التجارة إلى ما كانت عليه وفتح الموانئ للتصدير، وهو ما سيدفع المركزي لإضعاف الشيكل لتحفيز الصادرات وتحسين الميزان التجاري.