يراقب المتداولون والمضاربون في الأسواق أزواج العملات وبعض السلع الشهيرة وعلى رأسها الذهب، إلا أن معادن أخرى قد تمثل بوابة لمستقبل قادم وبقوة، بل وقد يفوق في أدائه الذهب والعملات نفسها، وهنا سنتحدث عن النحاس والفضة باعتبارهما معدنان لهما مستقبل واعد فيما يتعلق بالاستثمار.
أولا. النحاس:
أبدا مع معدن النحاس، الذي يعد مادة حيوية وضرورية لصناعات مختلفة من جانب، ومادة تكميلية لسلع أخرى من جانب آخر.
وبالنظر إلى سعر النحاس خلال الفترات الماضية، وتحديدا بعد الجائحة، فإننا سنلحظ أمرين:
ارتفاع اسعار النحاس وتحديدا عام 2021.
ارتباط التحسن بعودة العجلة الاقتصادية والإنتاجية على صعيد العالم (باستثناء الصين وهذا الاستثناء مهم وسأذكر سبب أهميته خلال سرد هذا المقال).
وإذا أردنا الحديث عن أسعار النحاس، فإننا سنلاحظ نمطا عكسيا مع الأزمات، فينخفض خلال أزمة مثل أزمة عام 2008 إلى دولار ونصف، ويعود للارتفاع خلال وقت ذروة الانتعاش الاقتصادي عام 2011 إلى 4.6 دولارات للرطل الواحد.
وبعكس هذه العلاقة التاريخية على ما نحن عليه، فإننا سندرك تماما أن مستقبل النحاس سيتجه نحو الارتفاع لأسباب أهمها:
عودة العجلة الاقتصادية إلى نشاطها وخاصة بعدما تنخفض أسعار الفوائد، أو تبدأ بالانخفاض.
نشاط الصين الاقتصادي الذي يقترب من تحقيق استراتيجية “صنع في الصين 2025″، والتي تتطلب إنتاجا أكبر وطلبا على النحاس بشكل أكبر.
زيادة الاهتمام بانتاج السيارات الكهربائية التي تحتاج إلى قدر كبير من مادة النحاس.
ارتفاع الحاجة إلى تحديث البنية التحتية التي تتكفل بمواجهة تغير المناخ بشكل أفضل.
ثانيا. الفضة:
على الرغم من أن الفضة قد تبدو عنصرا جماليا، إلا أنها تعد أيضا مادة صناعية لا يمكن إغفالها لنفس الأسباب السابق ذكرها فيما يخص النحاس.
ويمكن ملاحظة أداء الفضة خلال العام الجاري، إذ بدأ عند مستويات 23 دولارا وارتفع بنسبة 21% ليبلغ مستويات 28 دولارا.
بل إن بنوكا عالمية أكدت أن أداء الفضة السعري قد يتخطى أداء الذهب نفسه، وتحديدا بعد بداية تخفيض الفوائد.