شهدت الأسواق ارتفاع اسعار النفط عالميا لأعلى مستوياتها في أكثر من شهرين مع ترقب الجميع لقرارات الاتحاد الاوروبي بشأن حظر النفط الروسي.
حيث يجتمع الاتحاد الاوروبي حتى يوم غد الثلاثاء للتوصل إلى اتفاق بشأن حظر النفط الروسي ضمن الحزمة السادسة من العقوبات الاقتصادية.
وقد ارتفعت اسعار خام برنت لتصل إلى 119.88 دولارا للبرميل، بعد أن وصلت إلى 120.50 دولارا في وقت سابق من بداية الجلسة.
بينما قفزت أسعار غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى 115.85 دولارا أمريكيا للبرميل، لتواصل المكاسب القوية التي حققتها الأسبوع الماضي.
وقد وصفت روسيا ما يقوم به الاتحاد الأوروبي من إجراءات عقابية، بأنه عملية عسكرية خاصة.
وقد قالت مادهافي ميهتا، محلل أبحاث السلع في كوتاك للأوراق المالية:
“يبدو أن السوق قد أخذت في الحسبان أن الاتحاد الأوروبي قد يتوصل إلى اتفاق بشأن شكل من أشكال القيود على الخام الروسي”.
كما أضافت:
“قد نرى المزيد من الصعود فقط إذا كان الحظر الكامل، وأي صفقة مخففة أو تتضمن استثناءات قد لا يكون لها تأثير إيجابي كبير”.
فيما قال مسؤولون آخرون:
“إن حكومات الاتحاد الأوروبي فشلت في الاتفاق على حظر على النفط الروسي يوم الأحد، لكنها ستواصل المحادثات بشأن اتفاق لحظر الشحنات المنقولة بحرا من النفط الروسي مع السماح بالتسليم عبر خط الأنابيب، قبل القمة التي ستعقد بعد ظهر يوم الاثنين”.
ويتوقع جميع المراقبين أن يؤدي أي حظر إضافي إلى التشديد داخل سوق النفط الخام والذهاب بعيدا في ارتفاع اسعار النفط عالميا .
وذلك بفعل أسباب داعمة للسبب الرئيسي المتمثل في الحظر، وهي:
-
ضغوط على الإمدادات النفطية وسط زيادة الطلب على البنزين والديزل ووقود الطائرات.
-
بداية ذروة موسم الطلب الصيفي في الولايات المتحدة وأوروبا على النفط للانتاج والصناعة والسفر.
حيث قال متعاملون إن هوامش التكرير المرتفعة للديزل والبنزين في أوروبا والولايات المتحدة:
“دفعت أسعار بعض أنواع النفط الخام المادي إلى مستويات قياسية”
السبب الرئيسي الثاني. اجتماع اوبك + يوم الخميس القادم:
أما عن السبب الرئيسي الآخر والذي سيؤدي إلى احداث مشاكل اكبر في اسواق النفط، فيتعلق بما سيجري يوم الخميس القادم.
حيث يتوقع بشكل كبير أن ترفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بما في ذلك روسيا فيما يعرف بمجموعة اوبك+ الدعوات الغربية لتسريع زيادات في انتاجهم النفطي.
وقد قالت ستة مصادر في أوبك + لرويترز:
“سيتم الالتزام بالخطط الحالية لإضافة 432 ألف برميل يوميا في يوليو تموز”.
السبب الرئيسي الثالث. تحركات إيران :
كما ستمثل الحركة الإيرانية التي حدثت يوم الجمعة سببا رئيسيا ثالثا لتعميق مشاكل سوق النفط.
حيث أكدت إيران على ان قواتها البحرية احتجزت ناقلتي نفط يونانيتين ردا على مصادرة أمريكا للنفط الإيراني من ناقلة نفط قبالة الساحل اليوناني.
وقد قال محللو ANZ Research في مذكرة:
“إن كل ما يجري يزيد من مشاكل الاضطرابات في تدفقات النفط عبر مضيق هرمز الذي يحمل ثلث التجارة العالمية”.
أما عن السبب الرئيسي الرابع، فيتعلق بضعف الدولار الأمريكي في الوقت الحالي:
حيث قال محللو بنك ANZ:
“كلما ضعف الدولار فإن ذلك سيجعل النفط أقل تكلفة، وبالتالي سيزيد الطلب عليه مما سيرفع سعره”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية