رغم ارتفاع التضخم العالمي، وضعف اليقين الاقتصادي، وزيادة المخاوف من حدوث ركود عالمي، إلا أن اسعار الفنادق تشهد ارتفاعا مستمرا كدليل على أن السياحة عادت بشكل قوي في مختلف المجالات.
وقد قال الرئيس التنفيذي لشركة هيلتون كريس ناسيتا:
“إن سلسلة الفنادق الآن تحظى بأكبر صيف شهدناه على الإطلاق في تاريخنا الممتد على مدى 103 أعوام”.
وتأتي هذه التصريحات رغم ما شهدته هذه الصناعة من كوارث وأزمات على خلفية الجائحة الصحية التي دمرت قطاع السفر بشكل شبه تام.
إلا أن انتشار معدلات التطعيم والقيود المختلفة التي تم تخفيفها في مختلف العالم، أعادت المسافرين إلى متن الطائرات لغايات مختلفة.
وعلى الرغم من غلاء مستويات الأسعار بالنسبة للسلع الأساسية وتململ الجميع منها، إلا أن مشغلي الفنادق ما زالوا يعتقدون أن هناك مجالا لزيادة الأسعار بسبب ارتفاع معدلات الإقبال.
حيث يقول ناسيتا لوكالة CNBC:
“ارتفع السعر لكل شيء، لذلك نحن سنذهب إلى هذا النمط السعري المرتفع”.
ويبرر ناسيتا هذا الارتفاع بأمرين هما:
ارتفاع نسبة الاستهلاك الترفيهي من ميزانية المستهلك الطبيعي، حيث يزن 2.5 تريليون دولار لقطاع السياحة.
الميزانيات العمومية القوية بالنسبة للشركات التي تعطي ربحية جيدة جدا، بشكل يوحي بأن الاقتصاد ما زال متماسكا.
تعرف على قصة شركة AirBnb للسياحة.
اما عن السبب الأبرز، فيشير ناسيتا إلى الضغوط التي عانى منها العالم خلال العامين الماضيين في ظل الحجر والعمل من المنزل.
بينما قال توني كابوانو الرئيس التنفيذي لشركة ماريوت:
“ارتفعت إيراداتنا لكل غرفة متاحة والتي تقيس اداء الفنادق بنحو 25% لهذا العام مقارنة بعام 2019”.
كما أشار إلى ارتفاع اسعار الفنادق الخاصة بمجموعة ماريوت بنسبة 30% في الربع الأول من هذا العام مقارنة بعام 2019.
ولا يعتبر هذا علامة على التعافي الصحي، حيث أن ارتفاع الترفيه لا ينعكس أو لا يؤشر على الرخاء أو سوق العمل الجيد أواليقين الاقتصادي بشكل عام.
أما الرئيس التنفيذي ورئيس شركة حياة العالمية للفنادق مارك هوبلامازيان، فقد ال:
“المسافرين الأجانب ينفقون اكثر بكثير من المسافرين المحليين، وهذا يولد ارتفاعا في الأسعار”.
كما أكد مارك على أن هناك ارتفاع في الطلب على السفر والفنادق في مختلف المجالات سواء الترفيهية أو في قطاع الأعمال.
أما كيث بار الرئيس التنفيذي لمجموعة فنادق ومنتجعات IHG التي تمتلك علامات تجارية مثل إنتركونتيننتال وهوليداي إن، فقد قال:
“نتوقع أن يستمر الطلب في النمو لبقية العام لأن السفر أصبح أكثر تطبيعًا بعد الوباء”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية