شهدت اسعار النفط عالميا تراجعا في اليوم الأول لافتتاح أسواقها، وذلك على خلفية إغلاق الصين لمدينة شنغهاي، التي تعتبر مركزا ماليا وصناعيا مهما.
حيثخسر خام برنت أكثر من 4.50 دولار للبرميل وسط مخاوف من أن هذه الخطوة قد تعني أن الطلب على النفط سينخفض.
كماانخفض مؤشر بورصة شنغهاي المركب في التعاملات المبكرة قبل أن يستعيد معظم الخسائر في وقت لاحق من اليوم.
أما عن هذا الإغلاق الذي أثر على اسعار النفط عالميا فيعتبر الأكبر منذ تفشي فيروس كورونا قبل عامين.
إلا أنه وعلى الرغم من الانخفاض، فإن النفط ما زال أعلى بنسبة 80% تقريبا مما كان عليه قبل عام.
حيث قال ستيفن إينيس ، الشريك الإداري في SPI Asset Management:
“إن التجار كانوا قلقين بشأن فعالية سياسة الصين بعدم التسامح تجاه الإصابات بالفايروس”.
كما قال السيد إينيس أيضًا في مذكرة للمستثمرين:
“أن هناك توقعات بمزيد من الاضطرابات في سلسلة التوريد بالإضافة إلى انخفاض في الطلب”.
بينما أكد على ان المشاكل ستزداد سوءا إذا استمر الوضع في الصين على ما هو عليه.
وهو ما أكده دان وانج ، كبير الاقتصاديين في بنك Hang Seng China حينما توقع أن يكون للإغلاق تأثير كبير على سلاسل التوريد.
حيث قال الاقتصادي المقيم في لندن لوكالة BBC البريطانية:
“إن معظم المصانع تواصل العمل كالمعتاد والعمال إما محبوسون في الموقع أو يُمنحون الأولوية للاختبار”.
كما أكد على ضرورة السيطرة وانقاذ سلاسل التوريد على حد سواء حينما قال:
“نعم الضواحي مسيطر عليها بشكل جيد، ولكن استقرار سلسلة التوريد هي الأولوية في هذه الجولة”.
وأشار أيضا إلى ان الحكومة الصينية قد تتجه إلى التيسير الكمي، بل إنه يمكن أن تقوم بتخفيض أسعار الفائدة.
وذلك بهدف دعم الشركات والأفراد على الاقتراض بتكلفة أقل في ظل الظروف الاقتصادية المفاجئة الصعبة.
وقد حاولت السلطات الصينية مقاومة إغلاق هذه المدينة ذات التعداد السكاني البالغ 25 مليون نسمة.
حيث قالت السلطات مرارا وتكرارا إنها تحاول تجنب زعزعة استقرار البلاد.
أما عن اغلاق المدينة فسيتم اغلاقه على مرحلتين على مدار تسعة أيام قادمة، ريثما تقوم الحكومة بالاختبارات الصحية والفحوصات.
حيث سيتم اغلاق النصف الأول الغربي من المدينة يوم الجمعة، بينما سيكون النصف الثاني مفتوحا.
ويأتي ذلك بعد أن أثرت عمليات الإغلاق في الصين على عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء الصين في وقت سابق من هذا الشهر، بما في ذلك مقاطعة جيلين بأكملها ومركز التكنولوجيا في شنتشن.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية