اقتصاد الصين يطلق تحذيرا خطيرا عن مواجهته لضغوط على صعيد التجارة الخارجية

حذر مسؤول صيني كبير يوم الثلاثاء من أن اقتصاد الصين بات يواجه تحديات متعددة في الداخل والخارج هذا العام، بما في ذلك حالة من عدم اليقين بشأن التجارة العالمية ومن الاستهلاك المحلي الذي لا يزال ضعيفاً.

وهو ما قد يمثل إشارة إلى أن الصين قد تتجه في تركيز اهتماماتها الانتاجية إلى الداخل، وتركيزها على قطاعات اقتصادية بعينها، وهو ما سيعني انخفاضا في الانتاج الموجه للخارج بالحجم الذي اعتاد العالم عليه منذ سنوات، وبالتالي قد يمثل امكانية لارتفاع الأسعار بشكل أكبر.

التفاصيل:

حيث قال وزير التجارة وانغ وينتاو:

“إن التجارة الخارجية التي ساعدت في دفع ثاني أكبر اقتصاد في العالم العام الماضي ستواجه طلبا خارجيا غير مؤكد اعتبارا من عام 2021”.

كما قال وانغ وفقا لموقع رويترز:

“هذا العام سيكون الضغط على التجارة الخارجية هائلا وسيكون الوضع قاسيا للغاية”.

بينما أكد على أن قدرة الشركات الصينية الصغيرة والمتوسطة الحجم ستتأثر على صعيد التعامل مع الطلبات الخارجية، بسبب:

• نقص العمالة.

• ارتفاع تكاليف المواد الخام.

وأكد وانغ بأنه يجب على الصين بذل كل ما وسعها لتحفيز الاستهلاك المحلي بسبب حالة عدم اليقين التي يعيشها اقتصاد الصين.

يُذكر أن الاقتصاد الصيني قد انتعش العام الماضي في العام الماضي كأفضل نمو له في عقد من الزمان.

حيث ساعدت الصادرات القوية والفائض التجاري القياسي  في تحقيق ذلك النمو.

ولكن من سيساهم في إضعاف النمو لهذا العام، وفقا للتصريحات، سترتكز حول محورين هما:

• ضعف الاستهلاك المحلي، مما يعني ضرورة تركيز الانتاج إلى الداخل.

• تراجع العقارات المحلية على المشاكل العقارية التي واجهتها الشركة العملاقة ايفرجراند.

حيث نمت مبيعات التجزئة بنسبة 1.7٪ عن العام السابق، مخالفة لمتوسط ​​التوقعات عند 3.7٪ وبتباطؤ عن مكاسب نوفمبر التي بلغت 3.9٪.

إلا أن وانغ أشار إلى أن هناك بعض الانتعاش في الاستهلاك في شهر فبراير بعد ضغوط نزولية خلال الربع الرابع من عام 2021.

هل ستهتم الحكومة الصينية بهذا التراجع؟

تجدر الملاحظة أن نظام الاقتصاد الصيني يعترف بالاستقرار في جميع جوانب المجتمع لتحقيق خطته الاقتصادية.

إلا أن هناك من يشير بأن الحزب الحاكم الصيني سيغضُ الطرف قليلا عن تباطؤ النمو الاقتصادي، لأنه سيركز بشكل كبير على اعادة انتخاب الرئيس الحالي لولاية ثالثة.

كما أن هناك من يشير إلى تحول في استراتيجية الحزب الحاكم في تركيزها على قطاعات اقتصادية معينة.

حيث قال وانغ:

“تركز البلاد على جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي إلى القطاع الصناعي، بما في ذلك التصنيع المتقدم والصناعات الاستراتيجية الجديدة.

لماذا قد يعتبر هذا التصريح إشارة خطيرة للاقتصاد العالمي؟

هذه التصريحات الرسمية قد تعتبر إشارة لتباطؤ محتمل في الانتاج العالمي الخارجي، والتركيز على دعم الانتاج والاستهلاك المحلي.

وهو ما يعني أيضا احتمالية حدوث ارتفاع في الأسعار، وانخفاض في المنتجات الصينية بالكميات المتعارف عليها بشكل عالمي.

وذلك بالاعتماد على ما أشار إليه وانغ حينما قال بأن الصين ستركز على جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي إلى القطاع الصناعي.

Majde Nouri

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية