ما هو حال الاقتصاد الكوبي الحديث؟ وكم يبلغ حجمه؟ وهل هو اقتصاد مغلق أم مفتوح؟ وهل أثر فايروس كورونا على الاقتصاد الكوبي؟ وماذا فعل العالم تجاه كوبا المُعاقبة؟ بل ما الذي قامت به كوبا تجاه العالم المُصاب بكورونا؟ وكيف كان تفاعل اقتصاد كوبا مع الكورنا !
يعتبر الاقتصاد الكوبي من الاقتصاديات التابعة للدولة بشكل كبير، وذلك من خلال سيطرة الحكومة على مختلف الشركات ، وعلى الرغم من ذلك فإن الدستور منح حقوق الملكية الخاصة وأقر إمكانية وجود السوق الحرة الكوبية، وعلى الرغم من الحصار والعقابات المفروضة على الاقتصاد الكوبي، إلا أن مؤشرات كوبا الاقتصادية تعطي صورة جيدة؛ حيث أن الدين العام لا يزيد عن 35% من الناتج المحلي الإجمالي والذي يبلغ 100 مليار دولار، أما عن التضخم فإنه لا يزيد عن 5.5%، في حين أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 3% سنويا، أما عن الدعم الحكومي الاقتصادي للشعب فإنه يعتبر من الأمور النموذجية، والتي يتماهى بها الشعب الكوبي، حيث مجانية التعليم والرعاية الصحية والغذاء من خلال الدعم الحكومي.
وحينما نتحدث عن التجارة الكوبية، فإننا نشير إلى هولندا التي تحصل على أكبر حصة من الصادرات الكوبية بنسبة ربع التجارة، تليها فنزويلا وهي الدولة الوحيدة التي يُسمح لمواطنيها بحيازة 100% من الشركات في كوبا، وتأتي كندا في المركز الثالث بحصة 22%.
وقد قدرت وحدة الاستخبارات الاقتصادية قبل الكورونا أن الاقتصاد الكوبي نما بنسبة 0.5 ٪ في عام 2019 لكنه سيتقلص بنسبة 0.7 ٪ في عام 2020. وقد تضرر الاقتصاد الكوبي بشدة من خلال إعادة فرض وزيادة العقوبات الأمريكية التي تقف عائقا المعاملات المالية الدولية مع كوبا وفنزويلا الأزمة الاقتصادية ، التي حدت من دعم فنزويلا لكوبا.
وبعد اندلاع أحداث كورونا الدامية وانتشار الفايروس في مختلف أنحاء البلاد، كانت كوبا على موعد متأخر مع كورونا، حيث بدأ الفايروس في كوبا بسبعة سيّاح إيطاليين في 11 آذار، ولكن الأعداد لم تزداد بشكل تراجيدي وذلك بسبب الإجراءات الحكومية ونشر الوعي بشكل كبير بين المواطنين وتحديدا في استخدام كمامات الوجه التي قامت الحكومة بتشجيع المصانع ودعمها للعمل على إنتاجها، وقد اجتهدت كوبا في إجراء فحوص وصلت إلى 19 ألف فحص تقريبا (علما أن التعداد السكاني الكوبي يزيد قليلا عن 11 مليون شخص)، وأبلغت منظمة الصحة العالمية أن عدد الإصابات في كوبا لم يزيد عن 755 إصابة كما في منتصف شهر نيسان، وقد قامت كوبا بخطوة لا تعتبر جديدة بالنسبة إليها؛ حيث قامت بإرسال أطباءها إلى جميع أنحاء العالم لمكافحة هذا فايروس كورونا، ووصل عددهم 29 ألف ممارس مهني تم توزيعهم على 59 دولة، من أهمهم إيطاليا وأنغولا وسورينام، وهذا الخطوة تشبه الخطوة التي قامت بها عام 2014 حينما أرسلت طواقم طبية لمكافحة الإيبولا في إفريقيا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية