رويترز: تستمر الأسواق المالية الأمريكية في أدائها الجيد بفضل نتائج شركاتها المدرجة، التي حققت أرباحا أعلى من المتوقع، وهو ما عزز من انتعاش الأسهم، إلا أن بعض المستثمرين يشيرون إلى خطر محدق يقترب من الأسواق المالية الأمريكية .
وتتوقع Refinitiv أن ترتفع أرباح مؤشر S&P500 بنسبة 9.7% عن العام الماضي، بسبب نتائج غالبية الشركات المدرجة فيه.
حيث دعمت أرباح الشركات التي أفصحت عن نتائجها، مسألة انتعاش هذا المؤشر بنحو 14% فقط خلال هذا الربع، بعد نصف أول سيء.
إلّا أن المشاركين واللاعبين الأساسيين في السوق ما زالوا متخوفين من مسألة قدرة هذه الشركات على تحقيق الأرباح وضمان استمراريتها بثبات.
كما أشاروا إلى العديد من التحديات التي ستواجه الشركات عموما خلال الفترات القادمة، وأهمها:
-
استمرار ارتفاع التضخم.
-
تغير العادات في الانفاق الاستهلاكي لصالح الخدمات والسلع الاساسية.
-
ارتفاع تكاليف الاقتراض ممثلة بارتفاع الفوائد من قبل الفيدرالي.
وهي بعض الأسباب التي تمت الإشارة إليها في مقالة سابقة لموقع كواليس المال، (للإطلاع عليها اضغط هنا)
حيث قال بول نولت ، مدير المحفظة في Kingsview Investment Management:
“هناك بعض الجوانب السلبية للأرباح في المستقبل، وهي تدور حول التضخم وقدرة الشركات على تجاوز هذه التكاليف المتزايدة”.
كما قال أيضا:
“إن المرحلة القادمة ستكون أصعب بالنسبة للأسهم”.
بينما انخفضت تقديرات المحللين لنمو أرباح العام بأكمله منذ بداية يوليو، لكنها لا تزال تدعو إلى نمو قوي يدور حول نسبة 8% في كل من 2022 و 2023 ، وفقًا لرفينيتيف.
أما الاستراتيجيون لدى بلاك روك (عملاق إدارة الصناديق العالمي)، فقد حذروا من فرط التفاؤل لدى الأسواق.
حيث أشاروا إلى تغير وتحول كبير في عادات الانفاق الاستهلاكي من السلع إلى الخدمات، التي ستؤثر بدورها على أداء مؤشر S&P500.
كما قالت بلاك روك:
“إنه بينما تشكل السلع أقل من ثلث الناتج المحلي الإجمالي، فمن المتوقع أن تمثل الأرباح المرتبطة بالسلع 62% من أرباح S&P 500 هذا العام”.
وأضافت أيضا:
“هذا يعني أن الطفرة في الخدمات لا تدعم أرباح S&P 500 بقدر كافٍ في المستقبل”.
وقالت بلاك روك:
“إن مخاطر الأرباح المخيبة للآمال هي أحد الأسباب التي تجعلنا نخفض وزن الأسهم من الناحية التكتيكية”.
كما قال جاك أبلين ، كبير مسؤولي الاستثمار في Cresset Capital:
“إن توقعات الأرباح “قوية بشكل ملحوظ” نظرًا للرياح المعاكسة مثل تباطؤ النمو في الصين وانعكاس منحنى عائد سندات الخزانة الأمريكية، والذي غالبًا ما يسبق الركود”.
أما استراتيجيو بنك مورغان ستانلي فما زالوا يركزون على احتمالية ضعف هوامش أرباح الشركات مؤشر S&P500 وتأثيرها على اداء الأسواق المالية الأمريكية .
حيث كتبوا يوم الاثنين:
“إن الجمع بين تكاليف الأجور المرتفعة والمستمرة وتباطؤ أسعار المستهلك يشير بصوت عالٍ إلى ضغط على الأرباح، والذي يتعارض مع التقديرات المتفائلة للإجماع”.
وقد قال استراتيجيو ستانلي:
“إن تنقيحات الارباح النزولية سوف تتسارع خلال الشهرين المقبلية، بناء على البيانات التاريخية التي تعود إلى 1996”.
أما عن أداء الأسواق المالية مساء أمس، فقد تحسنت نسبيا مدفوعة بتوقعات شركة وول مارت للأرباح السنوية.
وقد يكون بنك سيتي جروب أحد من يتمسك بالتفاؤل لهذا العام بالنسبة للمؤشر.
حيث قال في مذكرة له:
“إن اتجاهات مراجعة الارباح تحسنت حتى الآن في شهر آب، وهذا مشجع، ولكن قد لا يستمر الوضع العام المقبل”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية