إن كان يمكن وصف وضع الاقتصاد الأميركي في عهد جو بايدن بوصف مختصر، فإننا سنصفه بالصعب والمعقد، ابتداء بالجائحة ومرورا بالحرب الروسية وما تسببت به جزئيا من تضخم، وصولا لملف الشرق الأوسط المعقد، إلا أنه ورغم هذا الوصف الصعب، ها هو بايدن يتجه نحو صناديق الاقتراع في الانتخابات الصيفية الممهدة نحو الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر القادم من العام الجاري، ولكن بحظوظ يبدو أنها تسير لصالحه بشكل قد ينعكس على الاقتصاد بشكل أو بآخر.
وقبل الدخول في تفاصيل ما يُمكن أن يمهد لبايدن توليه لولاية رئاسية جديدة، فإنه لا بد من الاعتراف بأن خوض معركة انتخابية ضد شخص أو شخصية كترامب لن يكون بالأمر السهل خاصة وأنه مدعوم بأمرين:
تأييد نسبي جيد من قبل حزبه.
الإحباط العام الأميركي من فترة بايدن الأولى الممتدة بين 2021 و 2024 والمعاناة من غلاء الاسعار المستمر.
أي أن ما يدعم ترامب بالمقام الأول، ليس شخصه، وإنما هو عدم وجود شخص مدعوم كبديل عنه، على غرار ما حدث معه أمام هيلاري كلينتون عام 2016.
كما ويأتي دعم ترامب الآخر من الحظ العاثر الذي واجهه بايدن في سنوات توليه لرئاسة أميركا.
ولكن وخلال الأيام الحالية، يمكن لعين الفاحص ملاحظة أن هناك العديد من الأحداث الكفيلة بقلب الأمور لصالح بايدن بشكل كبير.
حيث إنه وإذا قمنا بتنحية ملف التضخم الشائك، فإننا سنجد أن ترامب بات مدانا بـ34 تهمة جنائية، قد تجعل موقفه الانتخابي ضعيفا للغاية.
وهي القضايا التي يمكنها وبسهولة قلب الطاولة أمام المرشح الجمهوري، لصالح منافسه الديموقراطي.
ورغم تأكيد بعض المحللينعلى أن هذه القضايا والإدانات تأتي قبل خمسة شهور من موعد الانتخابات الأميركية ، وأن تأثيرها سيخف مع الزمن، بشكل سيبقي المزايا التنافسية قائمة بين بايدن وترامب، إلا أننا يمكننا استخدام نفس أداة الدفاع للمناظرة.
حيث إنه يمكن وبسهولة ومع مرور الزمن، أن يستطيع بايدن من علاج التضخم، ودفعه نحو المعدل المستهدف 2%.
كما يمكن أن يستخدم بايدن ملف الهجرة وقدرته على ضبطها لصالحه، وذلك بعدما انخفضت معابر الهجرة بنسبة 50% عما كانت عليه نهاية 2023.
بل إن جهود بايدن الأخيرة في ملف إنهاء الصراع في الشرق الأوسط، قد يمثل السهم الأخير في جعبة بايدن الذي سيوجهه نحو خصمه، للإطاحة به والتأكيد للمواطن الأميركي بأنه كان قادرا على حل مشاكل الجائحة، والتعامل مع التضخم بحكمة، وإنهاء الصراعات التي تعد أحد أطول الصراعات التي خاضتها إسرائيل في المنطقة منذ قيامها عام 1948.
وفي النتيجة؛
فإن بقاء بايدن، قد يمثل استمرارا لقوة أمور عديدة، أهمها أسواق المال والدولار وبقاء توتر العلاقة الصينية الأميركية منضبطا إلى حد ما.
وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة، بعدما تم فحص تأثير فوز ترامب على الاقتصاد في حال فوزه، يمكنك الرجوع إلى تأثير فوز ترامب على الاقتصاد من خلال الضغط هنا.