تتزايد الأخبار مؤخرا عن أن البنوك المركزية تقترب من إطلاق العملة الرقمية وهذا ما سوف نناقشه في هذه المقالة التفصيلية وأسئلة هامة جدا حول منافعها وخطورتها وأشياء خطيرة أخرى.
حيث صرح نائب محافظ بنك إيطاليا، بييرو سيبولوني، لشبكة CNBC اليوم الجمعة قائلا:
“إن التركيز المتزايد على عملات البنوك المركزية الرقمية ينبع من الابتعاد العام عن النقد”
وأضاف مؤكدا على خطورة هذه الخطوة وأهميتها:
“هذا قد يقوض إحدى الوظائف الأساسية للبنك المركزي“.
كما أكد على أن الظروف الحالية في ابتعاد الناس عن العملات النقدية العادية، ستؤدي إلى تغيير شكل النظام النقدي بشكل كبير.
أما “بينوا كويور” العضو السابق في البنك المركزي الأوروبي ورئيس مركز الابتكار BIS قال:
“يجب علينا التفكير في العملات الرقمية للبنوك المركزية CBDC كشكل من أشكال الأوراق النقدية”.
كما أكد أيضا على أن هذا سيجلب الحديث عن ضرورة إنشاء بنية تحتية حديثة جديدة.
إلا أن جرانت ويلسون رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة Exante Data الاستراتيجية قال:
“أن انخفاض استخدام النقد لن يكون الدافع الوحيدة وراء اهتمام البنوك المركزية بالنقود الالكترونية فهناك أمر آخر”
حيث وجد بأن إعلان شركات عملاقة مثل Facebook عن إقتراب إطلاق عملتها الرقمية سيكون حافزا للبنوك المركزية.
وذلك لأن البنوك المركزية ستشعر بالكثير من التهديدات الوجودية من شركات عملاقة بحجم فيس بوك وأبل مثلا.
منافع إطلاق البنوك المركزية للنقود الالكترونية:
أما عن منافع إطلاق البنوك المركزية للنقود الالكترونية، فتتعلق بالأمور التالية:
-
سرعة الدفوعات الفورية والتسويات.
-
إمكانية تخفيض تكاليف المعاملات المالية، وتحديدا المدفوعات العابرة للحدود.
-
وسيلة لضمان الشمول المالي، والاستفادة من بعض الأشخاص الذين لا يمتلكون حسابات مصرفية.
كيف ستصدر البنوك المركزية العملات الرقمية المشفرة الخاصة بها؟
أما عن الوسائل التي ستتبعها البنوك المركزية في إصدار العملات المشفرة الخاصة بها، فيتم الحديث عن شكلين:
الأول هو البيع بالجملة، وهو عن طريق إصدار CBDC للمؤسسات المالية وللبنية المالية) .
أما الشكل الآخر فهو البيع بالتجزئة، بحيث ستكون عملات رقمية متاحة لعامة الناس.
إلا أن المحللين يشيرون إلى أحد الطرق الأكثر ترجيحا لإصدار عملات البنوك المركزية الرقمية وهي عن طريق نظام “مستويين”.
حيث يقوم البنك المركزي بإصدار رمز مميز يتم تمريره إلى البنوك التجارية من أجل توزيع، ثم يتم تسجيل كل معاملة في دفتر الأستاذ الرقمي الذي يحتفظ به البنك المركزي، ولكن سيتم تخزين الأموال في بنك تجاري في محفظة رقمية فريدة لكل مستخدم.
ما هي المخاوف من إطلاق البنوك المركزية للعملات الرقمية المشفرة الخاصة بها؟
تبقى أبرز المخاوف من إطلاق مثل هذه العملة المشفرة، في إحداث ضرر غير مباشر وغير مقصود في عمل البنوك التجاري التقليدية.
حيث رأى المحللون بأن إطلاق هذه العملة قد يمكن البنوك المركزية من إطلاق أسعار الفائدة السلبية أو غيرها بشكل مباشر دون الاضطرار إلى التمرير عبر البنوك التجارية.
إضافة إلى ان ذلك سيمثل تهديدا في مسألة الودائع المصرفية المتواجدة في البنوك التجارية، وهذا الخوف يتخذ شكلا متسارعا مع زيادة إقبال الناس على العملات المشفرة وأشكالها.
وحتى الآن فإن الصين هي الدولة الأكثر تقدمًا في تطوير العملة الرقمية للبنك المركزي، بعد أن جربت شكلاً من أشكال اليوان الإلكتروني في عام 2020.
إلا أن ويلسون أشار إلى أن اليوان الالكتروني سيكون مندمجا ومتوائما مع عمل البنوك التجارية الصينية، وذلك بسبب سلوك السلطات الصينية الحريص على المراقبة.
كما أكد على أن قيام الصين بهذا الأسلوب قد يكون طريقة لدفع الناس للتفكير باليوان والتخلص من همينة الدولار.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية