يطلق عليه البعض “التسويق الهرمي” بينما يشير إليه البعض الآخر على أنه “التسويق الشبكي أو الشجري”، فما هي حقيقة هذا النوع من التسويق؟ وما هي إيجابيات هذا النوع وما هي السلبيات المنبثقة عنه؟ سوف ناخدكم في هذه المقالة الى كل ما يخص التسويق الهرمي وأخطاره
يعبر التسويق الشبكي أو التسويق متعدد المستويات عن الطريقة التي يتم فيها توزيع البضائع والخدمات من خلال موزع رئيسي يحصل على دخله من خلال بيع ما بحوزته إلى أطراف آخرين سيصبحون بمثابة قنوات توزيع مُجندة لصالح الموزع الأول، ومهمة كل شخص من هذه القنوات الجديدة صناعة قنوات توزيع تابعة له، وليكونوا مجتمعين على شكل شبكة هرمية أو شجرة قد لا تنتهي في حال استمرت عملية البيع.ويهدف هذا النوع من التسويق إلى جمع المال من أكبر قدر من الأعضاء، ولكن كما شرحت سابقا فإن المستفيد الأكبر هو المتواجد في أعلى الهرم وذلك للسبب التالي؛ حيث يلجأ من في أعلى الشبكة الهرمية إلى إقناع من تحتهم بموضوع العمولات التي سيحصل عليها كل فرد حال بيع هذه السلعة من قبل الأفراد الذين تحته في شبكة البيع، ولكن المعضلة الكُبرى ستكون في توريط الجهة التي لن تستطيع بيع ما يتوجب عليها بيعه وبالتالي ستتكبد دفع هذه السلعة وعدم القدرة على بيعها أساسا، أضف إلى ذلك أن تكلفة السلعة أو الخدمة ستزيد بمقدار هامش الربح الذي ستضعه كل قناة مع تقدم عملية البيع. وحينما بحثت عن المزايا لهذه الآلية، لم أجد الكثير، سوى القدرة على حصد الأموال والأرباح بأريحية بعد عملية الإقناع الأولى، ويتخذ المسوقون الذين يعمدون إلى هذا الأسلوب إلى أربع استراتيجيات وخطط أثناء عملهم، وهي:الاستراتيجية الأولى: إقناع الزبائن بأن هذا النوع من التسويق مشابه للتسويق المباشر، بل يقومون بشرح التسويق المباشر ومن ثم يبرزون قضية التسويق الهرمي، وعلى الرغم من صحة كلامهم بأنه نوع من التسويق المباشر، إلا أنهم لا يغفلون قضية الربح التي توجب أن تكون أسعار السلعة في البيع أقل من سعر السوق، ولكن العكس هو ما يحدث حيث يتم بيع السلعة أو الخدمة بأسعار غالبا ما تكون أغلى من سعر السوق بكثير. الاستراتيجية الثانية: بيع السلع النادرة وغير قابلة للتداول، وهذا ليس غباء منهم، حيث أنهم يقومون بهذه الخطة حتى لا يستطيع الزبون مقارنة سعر هذه السلعة مع سلعة أخرى مشابهة في السوق، وهي استراتيجية داعمة للاستراتيجية الأولى. الاستراتيجية الثالثة: البيع بالتقسيط، فحينما سيقوم الموزع ببيعك هذه السلعة سيكون مهتما ببيع جزءٍ منها، أما عن باقي المبلغ فسيحصل عليه من الطبقات الدنيا التي يتم إقناعها بدفع ثمنها. الاستراتيجية الرابعة: التعامل بالعملة العالمية وهي الدولار، لخلق الثقة ولتصعيب المقارنة أكثر.وقد تم توجيه الكثير من النقد للمسوقين الهرميين، وكان النقد الاساسي هو انتهاء الشبكة في أي وقت وتحقيق الخسائر حتى وإن تم افتراض زيادة عدد السكان القادرين على الانضمام، لأن هذا سيكون في نفس الوقت الذي ستزداد فيه شهرة المشروع، وستتضائل بالتالي فرصة الإقناع بسبب تضاؤل أعداد من لم يشترك أساسا، إلى جانب أن العرض مهما بلغ إغراؤك بالعمولات التي ستحصل عليها، فإنها ستصل إلى سعر لن تستطيع أساسا بيعه فيه وبذلك ستتكشف آليات الاحتيال، وستنتهي الشبكة مباشرة، لتكوين شبكة أخرى ودورة بيع أخرى، وستعود قصتنا للبداية من جديد.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية