قد تتعجب إذا سمعت عن مدينة تسمح بأخذ الذهب لمن يجده فيها، ولكن الغريب أن تعلم بأن التنقيب عن ذلك الذهب في هذه المدينة قد توقف منذ أكثر من خمسين عاما.
جيلوف يو براهي هي مدينة خلابة يبلغ عدد سكانها حوالي 5000 نسمة والعديد من المعالم التاريخية.
وتقع هذه المنطقة، على طول نهر سازافا، أحد روافد فالتفا بالقرب من براغ، وهي منطقة ترفيهية شهيرة لمواطني العاصمة التشيكية.
لماذا قد تكون هذه المدينة أهم مصدر للذهب؟
كانت جيلوف في القرن الرابع عشر، ثالث أهم مدينة في مملكة بوهيميا، بعد براغ وكوتنا هورا، بأكثر من ضعف عدد سكانها اليوم.
وقد كانت هذه المدينة من أهم مصادر الذهب أيام تشارلز الرابع والذي كان ملك بوهيميا (1355-1378).
جيلوف يو براهي المدينة التي تتيح التنقيب عن الذهب
وتقول مديرة المتحف الإقليمي في المدينة:
“ربما نكون المتحف الوحيد الذي يسمح بأخذ الذهب الذي يجده زواره داخل العينات التذكارية”.
حيث يمكن للزوار التنقيب في الرمال في القاع، وأي قطعة ذهبية يجدونها تصبح لهم.
كما قالت عالمة الجيولوجيا بالمتحف، جان فانا ، لـ DW :
“يوجد حوالي 7 أطنان من الذهب تحت مدينة جيلوف وحولها”.
وتضيف قائلا:
“كانت عمليات التنقيب (التي انتهت عام 1968) تنتج 4 جرامات من الذهب لكل طن متري من الصخور”.
إلا أن عمليات التنقيب أخذت بالانخفاض الحاد عام 2013 بسبب الانخفاض السعري في الذهب.
كما توضح فانا:
“يرغب بعض السكان المحليين بالعودة إلى الأيام التي كان يأتي السياح فيها لاستخراج الذهب”.
وعلى الرغم من انتهاء عمليات التنقيب منذ أكثر من خمسين عاما، إلا أن الزوار يحاولون التنقيب عن الذهب في الشواطئ حتى يومنا هذا.
حيث يشير المقدرون والخبراء إلى ان التشيك تحتوي على 400 طن متري من الذهب الدفين، أي ما يساوي 24 مليار دولار.
أما إذا تساءلت عن توقف محاولات التنقيب فهذا يعود لسببين رئيسيين:
الأول عدم اهتمام الحكومة بتقديم التسهيلات للمنقبين، مما يجعل تكاليف التنقيب أكبر من الربح نفسه.
بينما يتمثل الثاني في تذمر ومقاومة السكان في المناطق المتضررة من التنقيب نفسه، خاصة بسبب استخدام السيانيد السام في استخراج الذهب.
إلا أن هناك جهودا من قبل شركات خاصة للقيام بمسوحات جيولوجية لسنوات قادمة، لمعرفة جدوى العودة للتنقيب عن الذهب في التشيك.
ويقف الذهب التشيكي ما بين مؤيد للعودة لاستخراجه لما فيه فائدة مادية للتشيك.
وبين معارض لهذا التنقيب باعتبار أن الذهب ثروة وطنية، وأن استخدام السيانيد السام في استخراجه يؤدي إلى كوارث بيئية.
حيث يعتبر السينايد عنصرا مهما لتحسين عملية الاستخراج ورفع مستوى الربحية.
إلا أن التشيك تعتبر أيضا منجما مهما لمادة وعنصرٍ مهم آخر، وهو عنصر الليثيوم الذي يلقب باسم الذهب الأبيض.
حيث تحتوي التشيك على أكبر رواسب الليثيوم في أوروبا بالتشارك مع المانيا، بحوالي 60% على الجانب التشيكي و40% على الجانب الألماني.
ولكن التشيك تواجه مشكلة بيئية ايضا في استخراج الليثيوم مما يحد من قدرتها على استخراج الليثيوم وهو المادة الضرورية لتصنيع البطاريات.
المتحف الوطني في المدينة التي تتيح عملية التنقيب عن الذهب
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية