ترتفع حدة الاضطراب بين روسيا والغرب وخاصة خلال الاسبوع الماضي، وهو ما أثار مخاوف احتمالية حدوث الحرب بين روسيا والغرب .
حيث شهد العالم العديد من الأحداث خلال الأيام الماضية، كان أهمها قطع روسيا لامدادات الغاز عن دولتين أوروبيتين وهوم ا تم اعتباره ابتزازا من قبل روسيا.
كما تعددت التصريحات الروسية وتحذيرها للغرب عدة مرات من أن خطر نشوب حرب نووية “حقيقي” للغاية.
بينمخا قال الرئيس فلادمير بويتين:
“إن أي تدخل أجنبي في أوكرانيا من شأنه أن يثير ردا سريعا للغاية من موسكو”.
وقد رفض المسؤولون الغربيون خطاب روسيا الخطير بشأن الحرب النووية.
حيث دعت المملكة المتحدة الحلفاء الغربيين إلى مضاعفة دعمهم لأوكرانيا.
وقد قامت قناة CNBC بسؤول بعض الاستراتيجيين عن احتمالية حدوث الحرب بين روسيا والغرب ، وهذا ما تم الحديث عنه.
فيما يتعلق بالهجوم النووي:
انضم وزير الخارجية الروسي إلى الرئيس الروسي في مسألة التهديد باندلاع حرب نووية في ظل العقوبات وردود الأفعال الغربية.
بينما ألمح بوتين إلى ترسانته من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والأسلحة النووية في ظل التباهي بما تمتلكه روسيا من أدوات للرد.
ولكن الاستراتيجين قالوا:
“إن فرص نشوب حرب نووية بعيدة جدا”.
حيث قال صمويل راماني ، المحلل الجيوسياسي والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة:
“فرص قيام حرب نووية أو حرب عالمية ثالثة يتعلق بأبعد من حدود أوكرانيا، وسيكون متعلق بفرص غزو دول أخرى مثل مولودوفا”.
كما أشار إلى أن لروسيا تاريخ طويل في استخدام التهديد النووي كوسيلة لمنع الغرب من اتباع سياسات أمنية لا تحبها.
بينما قال ويليام ألبيركي ، مدير الإستراتيجية والتكنولوجيا والسيطرة على الأسلحة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية :
“إن التهديد بهجمات نووية جزء من “كتاب قواعد اللعبة” لبوتين”.
مشيرا إلى أن بوتين يمتلك القدرة على المخاطرة بشكل اكبر من الغرب، وهي الوسيلة التي يركن إليها بوتين في التهديد فقط.
أما عن مسألة استخدام الأسئلة النووية حتى وإن كانت ضربة استعراضية، فقد قال ويليام:
“يجب على الغرب إدارة المخاطر والحفاظ على الأعصاب وعدم الذعر”.
فيما نفى ليفيو هورفيتنز الباحث السياسي النووي في المعهد الألماني من وجود مواجهة مباشرة حتى الآن.
واعتمد في ذلك على تصريحات أمريكا والحكومات الاوروبية في أنهم لا يمتلكون مصلحة في تصعيد الصراع خارج أوكرانيا.
أما على صعيد الحرب الاقتصادية، فقد ابتعد الناتو عن تقديم أي مساعدة لأوكرانيا يمكن أن يُساء فهمها على أنها هجوم مباشر على روسيا.
فيما يواصل الحلفاء الغربيون الضغط على الاقتصاد الروسي الذي تتوقع وزارة الاقتصاد الروسية أن ينكمش بنسبة 8.8% لهذا العام.
إلا أن الحرب الاقتصادية التي يتم شنها ضد روسيا، فإنها تلحق الألم بدورها بالاقتصاد الاوروبي على وجه التحديد.
حيث ارتفع التضخم لدى كتلة الاتحاد الاوروبي المكون من 19 دولة اليوم الجمعة إلى 7.5%.
ليواصل ارتفاعه لشهر السادس على التوالي في ظل مشاكل امدادات الغاز.
وعلى عكس الحرب النووية التي تم استبعاد قيامها كما سبق ذكره، فإن الحرب الاقتصادية يمكن ان تشهد تصعيدا إضافيا.
حيث قال ماكسيمليان هيس الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية:
“إن الحرب الاقتصادية تعتبر الطريقة غير المباشرة للمواجهة بعيدا عن المواجهة المباشرة المتمثلة بالحرب النووية”.
وأكد هيس على أن روسيا ستقوم بمواصلة قطع الامدادات، وأن الغرب سيواصل العقوبات الاقتصادية.
وهو ما يعني استمرارا في المشاكل الاقتصادية وارتفاعا في التضخم، خاصة وأن رئيس حلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ قال:
“إن الحرب في اوكرانيا قد تستمر لسنوات”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية