لاحظت الأسواق المالية أن الدولار الأمريكي يتراجع لأدنى مستوياته منذ شهور على وقع ما يحدث مع الأسواق المالية الامريكية التي أقفلت على ارتفاعات حادّة نهاية تعاملات يوم الإثنين بدفع من ارتفاع اسهم شركات التكنولوجيا التي تقدم أرباحا مميزة.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإنه تجدر الإشارة إلى أن ما سيرد في هذه المقالة تم بناؤه على أساس التحليل الأساسي وليس التحليل الفني.
والذي قام بتناول المعطيات والقراءات دون تدخل أو إبداء رأي.
بحيث إن نتائج الشركات حتى إعداد هذه المقالة، والبيانات الاقتصادية المتوقعة، تشير إلى أن الدولار سيبقى تحت ضغط سعري هابط حتى تاريخ اجتماع الفيدرالي بتاريخ 2023/02/01.
وقد تأثر الدولار الأمريكي سلبا بشكل كبير بعدما تصدر مؤشر ناسداك للتكنولوجيا الثقيلة الحزمة، مدعومًا بأسهم أشباه الموصلات.
حيث قال بيتر توز ، رئيس مجلس إدارة تشيس للاستثمار في شارلوتسفيل بولاية فرجينيا:
“سنشهد أرباحا من شركات التكنولوجيا (الرقائق) خلال الاسبوعين المقبلين، وسيكون هذا هو المكان الذي سيسعف الاسواق المالية”.
وما زالت الاسواق تعيش في ظل اسبوع مليء بتقارير الارباح والبيانات الاقتصادية الهامة.
كما يعيش المستثمرون حالة من التفاؤل والارتياح الكبير حول رفع الفائدة القادم، في ظل التراجع المستمر للتضخم.
بل إن الأسواق المالية باتت وبشكل كبير تتجاهل كل التحذيرات والتصريحات بأن الفوائد المرتفعة ما زالت قائمة حتى وقت جيد.
وحتى الآن فإن الأسواق المالية تسعر أن يتم رفع الفائدة بربع نقطة مئوية بنسبة 99.9% وفقا لأداة FedWatch.
وحتى الآن فإن أرباح الشركات الربعية تقدم أداءات مميزة، حيث نشرت 57 شركة في مؤشر S&P500 نتائجها.
حيث حققت 63% من هذه الشركات أرباحا أفضل من المتوقع وفقا لرفينيتيف رغم التراجع مقارنة بما كانت عليه العام الماضي.
أما هذا الاسبوع فإن الاسواق ستنتظر نتائج أعمال الشركات التالية
-
مايكروسوفت
-
تسلا
-
بوينغ
-
3M Co
أما عن البيانات المالية، فإن الاسواق ما زالت تنظر بعين الرضا عن تراجع الناتج المحلي الاجمالي الأمريكي وكيف أنه سيكون اشارة على أن الفوائد اقتربت من ذروتها.
بينما ستنتظر الاسواق تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الذي سيلقي الضوء على الانفاق الاستهلاكي، ونمو الدخل والتضخم بشكل حاسم.
وبذلك فإن الدولار الأمريكي يتراجع على وقع الأرباح الجيدة حتى الآن، والآمال والتفاؤل من قبل الاسواق المالية.
كما يمكن أن تتم اضافة الفروقات بين تصريحات الفيدرالي وتصريحات المسؤولين في المركزي الاوروبي.
حيث إنه وبينما يقول الفيدراليون بأن زيادات قادمة قليلة على الدولار، فإن الأوروبيين يتحدثون عن زيادتين بنصف نقطة لكل واحدة.
وقد قال راي أتريل ، رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في National Australia Bank :
“أتوقع أن ينخفض مؤشر الدولار إلى 100 نهاية شهر آذار، وأن يعود اليورو إلى 1.10 للدولار الواحد”.
مؤكدا على نظرته الهبوطية للدولار الأمريكي وأن الولايات المتحدة لن تكون رائدة النمو العالمي.
بل إن هناك في الاسواق المالية من يرى أنه وبينما يوجد زيادتين قادمتين بربع نقطة، فإنهم يتوقعون أيضا تخفيضا للفوائد بمقدار ربعي نقطة مئوية قبل نهاية هذا العام.
وما بين تفاؤل الاسواق المالية الذي سيدفع الدولار نحو ضغوط هائلة، وما بين واقع أن الفوائد مرتفعة فعليا، ستبقى الكلمة الحسم لرئيس الفيدرالي.
حيث ستنتظر الاسواق المالية والنقدية كلمة رئيس الفيدرالي عشية رفع الفائدة في 1 شباط القادم.
وفي حالة تأكيده على أن الفيدرالي ما زالت معركته قائمة مع التضخم فإن الدولار الأمريكي سيشهد انتعاشا كبيرا.
بينما وفي حالة تراخي الفيدرالي ورضوخه للضغوط، فإنها ستكون ضربة كبيرة للدولار الأمريكي وانتعاشة لافتة بشكل كبير لأسواق الأسهم.
المقالات التي تم الاستناد إليها في إعداد هذه المقالة:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية