سيكون الدولار الامريكي والشيكل اليوم الاثنين مع أحداث غاية في الأهمية، وذلك بعدما كان قد انخفض بعيد إشارة رئيس الفيدرالي إلى تفضيله إبطاء رفع اسعار الفائدة، وصولا لليوم الاثنين لموعد عودة محادثات رفع سقف الدين والفائدة على الشيكل.
وقبل الدخول في التفاصيل؛
فإنه تجدر الإشارة إلى أن الدولار الأمريكي ما زال يعيش في ظل ما يمكن تسميته بالعوامل المعززة للصمود أو الارتفاع، وقد تمت الاشارة إليها في مقال سابق (طالعه هنا).
أما عن مسألة اشارة باول إلى تفضيله لابطاء رفع الفوائد، فإن ذلك سيكون رهينَ البيانات الاقتصادية القادمة.
كما سيكون أيضا رهينَ التوازنِ في النظام المصرفي أو استقراره وعدم تعرضه لأزمات أو مشاكل أو مستجدات إضافية.
بحيث يتمكن هذا القطاع المهم والحيوي من فرض شروطه دونما أن يتعرض لمزيد من الضربات.
حيث إن تشديد الظروف الائتمانية سيحتاج إلى قرارات شجاعة من البنوك نفسها، لتخفيض قدرتها على تحقيق الارباح في ظل تراجع في الاقراض وسحب للودائع.
وبذلك فإن باول، يمكن أن يكون قد سكّن الأسواق على صعيد مخاوف رفع الفوائد في الوقت الحالي، سعيا منه لترك البيانات الاقتصادية القادمة للتفاعل، وليسمح بتسليط الضوء على مسألة رفع سقف الدين الآن دون الحاجة للانشغال بأكثر من ملف حساس في نفس الوقت.
ولكن صفحة كواليس المال، تحرص كل الحرص على عرض كل الآراء والتحليلات لقرائها.
كما وسيكون الدولار الامريكي والشيكل أمام العديد من الظروف الضاغطة منذ الآن:
– رفع الفائدة على الشيكل الساعة 4 عصرا بتوقيت القدس الشريف، والتي (قد لا تعمل على إضعاف الدولار كثيرا) نظرا لاستمرار المشاكل القضائية في اسرائيل، علما أن الأهم يكمن في تصريح لجنة السوق وتقريرها بعد الفائدة.
– احتمالية التوصل إلى حل بشكل أو بآخر اليوم لمسألة سقف الدين حينما يجتمع الرئيس بايدن مع مكارثي.
– مواصلة المركزي الاوروبي لرفع الفوائد على اليورو بسبب التضخم العنيد جدا، وذلك في اجتماع 2023/6/15.
التفاصيل: الدولار الامريكي والشيكل في انتظار بيانات وأحداث غاية في الأهمية اليوم!
ينتظر المستثمرون اليوم اجتماعًا مهمًا بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس مجلس النواب الجمهوري كيفن مكارثي لمناقشة سقف الديون.
وذلك بعدما توقفت المفاوضات بين الجانبين فجأة يوم الجمعة مع انسحاب المفاوضين الجمهوريين من الاجتماع.
إلا أنه وعلى الرغم من استئناف المحادثات في نهاية المطاف ، لم يذكر أي من الجانبين أي تقدم ، مما أدى إلى انخفاض الدولار.
ويقول العديد من محللي العملات:
“إن سياسة حافة الهاوية من المتوقع أن تتجه نحو التاريخ العاشر المزعوم للتخلف عن السداد في أوائل يونيو القادم”.
حيث وصفت رئيسة الخزانة الامريكية ذلك اليوم عبر رويترز، وقالت:
“إنه اليوم الصعب”.
بينما قال المحلل الاستراتيجي في بنك أستراليا الوطني ، رودريجو كاتريل:
“ألم نشاهد هذا الفيلم من قبل؟”
كما وتحدث المحللون عن تفضيل باول للتريث وعدم التسرع ورفع الفوائد، وقالوا:
“نرجح أن يتأثر الدولار انخفاضا بتصريحات باول، التي قد تطغى على تصريحات رؤوساء الفيدرالي الإقليميين الذين يفضلون مواصلة رفع الفوائد”.
وهو، ووفقا للمحللين، سيترك مؤشر الدولار الامريكي عند منطقة تفضيل بيعية مع كل ارتفاع محتمل أو ممكن.
حيث كان باول قد أشاد بظروف تشديد الائتمان وقال أنها ستساهم في تخفيض التضخم إلى المستويات المطلوبة.
وبذلك فإن 9% هي نسبة من توقعوا رفعا للفوائد خلال الاجتماع القادم بتاريخ 2023/6/14.
حيث توقع كلو من بنك Westpac أن مؤشر الدولار يمكن أن ينخفض لنحو 101 في الأيام أو الأسابيع المقبلة، خاصة بالنظر إلى عزم البنك المركزي الأوروبي المستمر بشأن التضخم.
حيث صرحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد يوم الجمعة وقالت:
“أن المسؤولين بحاجة إلى (التحمل) من أجل أسعار فائدة مرتفعة بشكل مستدام من أجل تحقيق هدف التضخم المستهدف”.
بينما يعيش الشيكل في ظل ظرف استثنائي آخر اليوم:
حيث من المقرر أن يعلن المركزي الاسرائيلي عن رفع للفوائد على الشيكل الساعة 4 عصرا بتوقيت القدس الشريف.
ونرى اجماعا من المحللين على أن الفوائد على الشيكل سترتفع بنسبة 0.25% لتصل إلى 4.75%.
وقد كان البنك في إعلانه الأخير لسعر الفائدة ، في أبريل ، قد قدر أن سعر الفائدة سيصل إلى 4.75٪ فقط في نهاية عام 2023.
ولكنه وبحسب المعطيات الحالية، ها هي الفوائد تصل إلى هذا المستوى القياسي، بسبب التضخم الذي ما زال عنيدا عند 5%.
ولكن الشيكل أيضا ما زال يعاني من مشاكل اقتصادية وقانونية، تحد من قدرته على الارتفاع مقابل الدولار، وأهمها:
– الظروف القضائية المتعلقة بالتعديلات القضائية ومسيرات الاعتراض المستمرة ضدها.
– الظروف الاقتصادية الانكماشية في ظل التراجع في الناتج المحلي الاجمالي للربع الأول/2023، وانخفاض توقعات النمو.
– زيادة العجز المالي، في ظل تراجع المردودات الحكومية، وتحديدا الضريبية.
حيث قال كبير الاقتصاديين مزراحي طفحوت رونين مناحيم:
“في الأشهر المقبلة سيتعين على بنك إسرائيل أن يكون في حالة تأهب فيما يتعلق بالعجز المالي. “
حيث أكد على أنه من المفترض أن تمرر الحكومة ميزانية الدولة لعام 2023-2024 بحلول نهاية الشهر.
كما أكد مناحيم أيضا على أن المركزي الاسرائيلي سيكون أمام معضلة كبيرة في مسألة تخفيض اسعار الفائدة في الوقت الراهن، في ظل العجوزات المالية الكبيرة للحكومة.
إلا أن وزير المالية ، بتسلئيل سموتريتش ، أكد على أن هذه التوقعات للعجوزات أمر مبالغ فيه، وأن الأمور ما زالت تحت السيطرة.
مؤكدا على أن وزارة المالية ما زالت تلتزم بسقف الانفاق الذي تم تحديده، وأن كل أمر ضمن الميزانية المقررة.
المصادر التي تم الاعتماد عليها في إعداد هذا المقال:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية