قال الرؤساء التنفيذيون للعديد من الشركات الأوروبية الكبرى إنهم يرون ارتفاع مخاطر الركود الاقتصادي في أوروبا ، وهو ما سيلقي بالتالي بتبعاته السيئة على اليورو، والذي لم يقم المركزي الاوروبي برفع الفائدة عليه حتى الآن.
كما قالوا لشبكة CNBC:
“إن القارة معرضة بشكل خاص لتداعيات الحرب الروسية، والعقوبات الاقتصادية المرتبطة بها ومخاوف إمدادات الطاقة”.
حيث خفض الاقتصاديون توقعات النمو لمنطقة اليورو في الأسابيع الأخيرة الماضية، وبدأ الجميع الحديث عن اقتراب حدوث الركود الاقتصادي في أوروبا .
وتواجه منطقة اليورو صدمات اقتصادية متزامنة مع الحرب في أوكرانيا، وزيادة في أسعار الغذاء والطاقة على حد سواء.
إضافة لجانب صدمة العرض الناجمة عن سياسة الصين الخاصة بعدم انتشار فيروس كورونا.
وقد أثار ذلك مخاوف بشأن “الركود التضخمي“، وهي البيئة من النمو الاقتصادي المنخفض والتضخم المرتفع، ثم حدوث الركود في نهاية المطاف.
وقال ستيفان هارتونج، الرئيس التنفيذي لشركة بوش الألمانية العملاقة للهندسة والتكنولوجيا:
“بالتأكيد، نرى ركودًا كبيرًا في طور التكوين، هذا بالضبط ما نراه”.
فيما أشار إلى أن الطلب المرتفع الآن على الأجهزة المنزلية والأدوات الكهربائية والمركبات، سيتبدد إن آجلا أم عاجلا.
حيث قال ستيفان:
“إن الطلب سيبقى موجودا، حتى مع ارتفاع الفوائد وارتفاع الأسعار، ولكن وعند نقطة معينة ستبدأ مشكلة أزمة العرض، من ثم ستدخل القارة في ركود عميق”.
وقد سجل التضخم في منطقة اليورو أعلى مستوى قياسي له عند 7.5% في شهر آذار الماضي.
ما هي توقعات أداء اليورو؟
حتى الآن فإن البنك المركزي الأوروبي كان أكثر تشاؤمًا من نظرائه، مثل بنك إنجلترا والفيدرالي الأمريكي.
حيث رفع الفيدرالي الفائدة على الدولار خلال الشهرين الماضيين، فيما رفع بنك انجلترا الفائدة مساء أمس الخميس، لمحاولة كبح جماح التضخم.
إلا أن المركزي الاوروبي حتى الآن لم يقم بشيء يذكر حقيقي إزاء رفع الفائدة، وما زال يتحدث عن توقع تشديد السياسة النقدية فقط.
وهو ما يدفع إلى أن يكون اليورو أحد العملات الرئيسية التي ستشهد تراجعا مقابل الدولار الذي يشهد مؤشر انتعاشا ملحوظا.
أما كبير الاقتصاديين هولجر شميدنج في بيرنبيرج، فقد كتب اليوم الجمعة:
“إن المخاطر على المدى القريب للنمو الاقتصادي تميل إلى الجانب السلبي في أوروبا”.
كما تحدث عن تأثير عمليات الاغلاق في الصين، وارتفاع اسعار الطاقة والغذاء، وحظر الطاقة الروسية، حينما قال:
“ستؤدي هذه العوامل بسهولة إلى حدوث انكماش مؤقت في الربع الثاني”.
بينما قال إن هذا الركود قد يستمر حتى العام القادم.
أما مارك برانسون ، رئيس الهيئة التنظيمية المالية الألمانية BaFin فقد قال:
“إن أي تصعيد عسكري في أوكرانيا أو المزيد من انقطاع إمدادات الطاقة الروسية يمكن أن يشكل مخاطر جدية على النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا”.
فيما صرح سلومير كروبا ، نائب الرئيس التنفيذي في بنك سوسيتيه جنرال، قائلا:
“إن المقرض الفرنسي يراقب بقلق صورة الاقتصاد الكلي عن كثب”.
أما شركة الرئيس التنفيذي لشركة مرسيدس بنز، فقد قال:
“إن الوضع في الصين وحرب أوكرانيا يؤديان إلى “بيئة عمل صعبة” لشركة صناعة السيارات الألمانية الفاخرة”.
بينما قال الرئيس التنفيذي لشركة فولكس فاجن هربرت دييس:
“إن الشركة واجهت أيضًا “بيئة صعبة” من كورونا ، ونقص الرقائق والحرب في أوكرانيا في الربع الأول”.
أما أكبر شركة شحن في العالم ميرسك، فقد قال رئيسها التنفيذي:
“إننا نراقب مخاطر الركود لا سيما في الولايات المتحدة، والتي نتوقع أن تبدأ نهاية العام الحالي أو بداية العام القادم”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية