تحدث خبراء اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم عن الركود في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحدثوا عن احتمالية حدوثه بشكل قصير الأجل وشديد الأثر العام المقبل.
وكنتيجة وقبل الدخول في التفاصيل، وللباحثين عن العلاقة بين الركود والدولار، فالخلاصة تشير إلى:
إن العلاقة بين الركود الاقتصادي المحتمل حدوثه، تعد علاقة طردية مع ارتفاع سعر الدولار بصفته ملاذا آمنا.
وصفة الملاذ الآمن التي نتحدث بها عن الدولار، لا تتعلق بقوة الاقتصاد الأمريكي وانما تتعلق بأمور اربعة هي:
-
الدولار الأمريكي عملة القبول العالمي في التجارة العالمية.
-
يتم تسعير الذهب والنفط بالدولار الأمريكي، أو ما يسمى بالبترودولار.
-
الدولار عملة الاحتياطي العالمي الأولى لدى البنوك المركزية العالمية بنسبة تصل إلى 60%.
-
التفاصيل: استطلاع عالمي: الركود في الولايات المتحدة الأمريكية سيكون قصيرا وصعبا !
توقع الخبراء في استطلاع رويترز بالإجماع أن يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماعهم القادم بتاريخ 14/12/2022.
وقال الاقتصاديون أيضا:
“لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي نصف نقطة أخرى على الأقل للذهاب مع أسعار الفائدة في وقت مبكر من العام الجديد مع استمرار التضخم أعلى بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%”.
فيما وضع الاقتصاديون احتمالًا ثابتًا بنسبة 60% للركود الذي سيحدث في عام 2023.
وقد رأى جميع الاقتصاديين البالغ عددهم 84 والذين شملهم الاستطلاع في الفترة ما بين 2-8 ديسمبر، أن الفوائد ستقف عند 4.25-4.50%.
وهو انخفاض عما كانت التوقعات تشير إليه عند 5-5.25% كمستويات نهائية للفوائد لهذا العام.
وتحدث الاقتصاديون أيضا عن احتمالية عدم نجاح مساعي الفيدرالي في محاربة التضخم مع بعض الالم دون التسبب في تراجع كبير.
حيث مال الخبراء إلى امكانية حدوث الركود العام القادم أو العام الذي يليه بنسبة 70% ارتفاعا عن 63% كتوقع حدوث سابق.
ما المهم في هذه التوقعات؟
تعد هذه التوقعات مهمة بالنسبة للمستثمرين الذين كانوا وعلى مدار الشهر الماضي، قد استبشروا خيرا بأن الاقتصاد الأمريكي قد يتجنب الركود تماما.
وهذا يشير أيضا إلى تفسير التدفقات المحتملة على الدولار الأمريكي بصفته ملاذا آمنا.
حيث قال سال جواتيري ، كبير الاقتصاديين في بي إم أو كابيتال ماركتس:
“ما لم يتراجع التضخم بسرعة ، لا يزال الاقتصاد الأمريكي يتجه إلى بعض المشاكل”.
كما قال أيضا:
“إن حالة تأجيل الانكماش الآن في الاقتصاد الأمريكي قد تدفعه إلى انكماش أعمق في حالة حدوثه بشكل فعلي لاحقا”.
وبالنسبة لمعدل الفوائد حتى العام المقبل، فإن 24 من اصل 72 من الخبراء، توقعوا تجاوز الفوائد نسبة 4.75-5%.
وحتى الآن فإن الخبراء قدموا أسبابهم لتوقع الركود، مشيرين إلى قطاع العقارات الذي يتأثر بشكل سريع بالسياسات النقدية المتشددة.
حيث انخفضت مبيعات المنازل القائمة لمدة تسعة أشهر متتالية.
كما قدم حوالي 60% من الاقتصاديين الذين قدموا توقعات ربع سنوية للناتج المحلي الإجمالي، قدموا توقعاتهم بانكماش لربعين متتاليين أو أكثر في وقت ما في عام 2023.
بينما قالت غالبية كبيرة من الاقتصاديين ، 35 من أصل 48 :
“إن أي ركود سيكون قصيرًا وضحلاً”.
فيما قال ثمانية إنه طويل وضحل ، بينما قال أربعة إنه لن يكون هناك أي ركود. قال أحدهما قصير وعميق.
أما عن توقعاتهم للتضخم، فقد رأى الاقتصاديون أن التضخم سيبقى أعلى من الرقم المستهدف حتى 2026، مع بقاء سوق العمل قويا.
وقد قال جان جروين ، كبير محللي الاقتصاد الكلي في الولايات المتحدة في TD Securities :
“أتوقع أن يبلغ معدل الأموال الفيدرالية ذروته عند 5.25٪ -5.50٪ في مايو القادم”.
كما وأضاف:
“نعم لا يزال هناك خطر من رفع معدلات الفائدة النهائية بأعلى من المتوقع، طالما بقي التضخم مرتفعا وسوق العمل قويا”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية