يخوض الاقتصاد التركي، كغيره من الاقتصاديات العالمية، معركة كبيرة مع التضخم، وارتفاع مستويات الأسعار، وفي مقالنا الحالي نحاول معرفة هل ستنقذ السياحة في تركيا الاقتصاد التركي .
لقد قفز التضخم إلى 48.7% في الشهر الأول من عام 2022، مقارنة بمستويات 36% التي سجلها في الشهر الأخير من العام الماضي.
وقد ساهم التضخم في فقد العملة التركية لما يقترب من نصف قيمتها، والتسبب في ارتفاع تكاليف المعيشة في البلاد.
إلا أن بعض الاقتصاديين والمعارضين، يرون بأن المعدل الحقيقي للتضخم هو أعلى من هذا الرقم بكثير.
حيث قال دورموس يلماز، وهو الذي كان قد شغل منصب محافظ البنك المركزي التركي بين 2006-2011، وهو الآن عضو في حزب المعارضة:
“هناك مجموعة من الأكاديميين الذين قاموا بتطوير مقياس تقني للتضخم، والذي أشار إلى تضخم بلغ 60% في ديسمبر”.
هل تنقذ السياحة في تركيا الاقتصاد التركي؟
لقد أقال الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان، رئيس الإحصاء التركي بعد عرض ارقام التضخم علنا.
وها هو الاقتصاد التركي يقترب من اجتماع البنك المركزي التركي لمناقشة استراتيجيات تخفيف الأزمة الاقتصادية.
إلا أن الاقتصاديين يرون بأن المركزي التركي لن يتجه بشكل تقليدي لرفع أسعار الفائدة للحد من التضخم.
وذلك أن الرئيس التركي يجد أن رفع أسعار الفائدة سيكون سبيلا نحو زيادة التضخم، وهي وجهة النظر المعارضة للنظرية الاقتصادية التقليدية.
وتعيش الأسر التركية الآن مع ضغوطات مزدوجة ومركبة، بسبب انخفاض قيمة العملة، وارتفاع الأسعار من جانب.
إلا أنه وعلى الجانب الآخر، فقد انتعش تركيا كوجهة سياحية محبذة لدى مختلف السياح.
حيث ساهم سعر الصرف المنخفض لليرة التركية على جعل تركيا وجهة سياحية أكثر جاذبية للناس في أجزاء أخرى من العالم.
ويلعب القطاع السياحي دورا كبيرا في الاقتصاد التركي؛ حيث أنه جلب للاقتصاد 34 مليار دولار في عام 2019.
وعلى الرغم من ويلات الجائحة عام 2020، إلا أن السياحة في تركيا قد انتعشت في عام 2021.
حيث قفز عدد الوافدين بنسبة 85.5%، رغم انخفاض الايرادات ووصولها بمقدار الثلث مما كانت عليه قبل الجائحة.
وينظر البعض إلى القطاع السياحي التركي على أنه سيكون رافدا وداعما إلى حد ما للاقتصاد التركي في هذه اللحظة، خاصة مع انتصاف فصل الشتاء.
فالقطاع السياحي يشكل 13% من إجمالي الاقتصاد في بلد مثل تركيا التي احتلت المركز السادس بين الوجهات السياحية الأكثر شعبية عام 2019.
وقد قال روجر كيلي، الاقتصادي الإقليمي الرائد في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية لموقع bbc:
“إذا استمرت صناعة السياحة في التعافي مع استمرار تخفيف قيود السفر هذا العام، فقد توفر فوائد اقتصادية أوسع لتركيا”.
كما قال:
“إن إحدى المشاكل الهيكلية الأساسية للاقتصاد التركي هي عجز الحساب الجاري للدولة، وهو الأمر الذي ستساهم زيادة عائدات السياحية في تقليله”.
بينما أكد على أنه وانطلاقا من هذا المنظور، فإن الموسم السياحي القادم في حالة عودته بقوة، سيساهم في دعم الليرة”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية