حينما نتساءل عن سعر صرف الشيكل مقابل الدولار الأمريكي والذي ما زال مستمرا منذ فترة طويلة على الرغم من جهود البنك المركزي الاسرائيلي للحد من هذه القوة، فإننا لابد من أن نشير إلى واقع اقتصاد الكيان الاسرائيلي الآخذ في القوة.
حيث أفردت صحيفة جيروزلم بوست موضوعا مهما جدا عن قوة الاقتصاد الاسرائيلي بالاستناد للمشاريع الاستثمارية الجديدة.
وقد ربطت الصحيفة بين قوة الاقتصاد وبين المشاريع الاستثمارية التي تتم في الآونة الأخيرة، وأهم هذه المشاريع ما يلي:
أولا. مشروع كوشنر (Affinity Partners):
حيث قام كوشنر (صهر ترامب وكبير مستشاريه) بافتتاح شركة استثمارية سيكون مقرها ميامي ولها مكتب تمثيلي في الأراضي المحتلة.
ثانيا. مشروع مونتشن- فريدمان (Liberty Strategic):
حيث أعلن وزير الخزانة السابق ستيف مونتشين بالتعاون مع السفير الأمريكي ديفيد فريدمان عن افتتاح مكتبهما الاستثماري في تل أبيب.
ثالثا. مشروع مجموعة Softbank:
كما أعلنت مجموعة Softbank العالمية عن تعيينها رئيس الموساد السابق يوسي كوهين ليكون ممثلاً لها في المشاريع الاستثمارية في الأراضي المحتلة.
وعلى الرغم من عدم الإعلان عن المبالغ التي ستقوم هذه المشاريع الثلاثة بضخها في اقتصاد الكيان.
إلا أن الصحيفة توقعت أن تصل إلى العديد من المليارات، وأنها ستتجه نحو الاستثمار في الشركات التكنولوجية الاسرائيلية.
حيث يمتلك صندوق Vision التابع لشركة Softbank أكثر من 100 مليار دولار من رأس المال الملتزم به في المشاريع الاستثمارية في مختلف المناطق.
بينما قال وزير الخزانة الأمريكية مونشين لصحيفة الجيروزاليم بوست الشهر الماضي:
“إن شركتنا تتطلع إلى القيام باستثمارات كبيرة في التكنولوجيا ونماذج الأعمال التي أثبتت جدواها والتي ما زالت قيد النمو”.
بينما ستواصل شركة كوشنر استثماراتها إقليميا، فيما ستستخدم مكتبها في الأراضي المحتلة كمركز لمتابعة الاستثمارات التي تربط حكومة الكيان بالخليج والهند وشمال إفريقيا.
كما يلاحظ وجود اكتتابين جديدين للاكتتاب العام في بورصة ناسداك بالنسبة للشركات الاسرائيلية في اسواق المال العالمية.
بينما وصلت ثلاث شركات إسرائيلية إلى مكانة يونيكورن بعد جمعت أموال بتقييمات تزيد عن مليار دولار.
أثر هذه المشاريع على سعر الشيكل مقابل الدولار الأمريكي مستقبلا:
إن إنشاء ثلاثة مكاتب استثمارية جديدة في الأراضي المحتلة لن يكون له أثر على اقتصاد الكيان محليا، بل سيؤثر على قطاع التكنولوجيا الفائقة لديه على المستوى العالمي.
حيث يمكن أن تعمل هذه الظروف الاقتصادية الجيدة على استمرار قوة الشيكل لفترات أطول في ظل الفوائد الأمريكية الصفرية.
حيث يتوقع المحللون أن يحتفظ الفيدرالي الأمريكي بسياسة الفائدة المنخفض حتى نهاية العام الحالي حتى خلال العام القادم على أقرب تقدير.
وهو ما يدفع إلى توقع استمرار قوة الشيكل حتى ذلك الوقت، دون القدرة على وضع حد سعري أدنى للدولار أمام الشيكل.
طالع مقالة حديثة عن تصريحات مسؤول كبير في بنك مزراحي عن سبب قوة الشيكل من خلال الضغط هنا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية