تواجه الصناعة في الصين مشكلات لوجستية جديدة، وتحديدا الشركات الصينية التي تريد أن تصبح عالمية، وهو ما سيتسبب في تخفيض قدرتها على الوصول إلى الأسواق العالمية من خلال منتجات رخيصة الثمن وفقا لما جاء على صفحات CNBC.
حيث قالت فانغ تشو نائبة رئيس التسويق الدولي والمدير العام لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة الأجهزة المنزلية الصينية Hisense:
“لا يمكن شحن العديد من السلع للخارج”.
كما قالت الشهر الماضي:
“إن تكلفة حاويات الشحن قفزت خمسة أضعاف من حوالي 3000 دولار إلى ما يصل إلى 15000 دولار لكل منها”
بينما قال ألكسندر كلوزه، نائب الرئيس التنفيذي للعمليات الخارجية في شركة السيارات الكهربائية الصينية أيويز:
“اضطررنا إلى تأخير المناوبات، لأنه لم تكن هناك سفن متاحة، ولم تكن هناك حاويات متاحة.”
كما أكد على أن الاضطرابات تكفلت بتأخير بعض الشحنات لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر فقط.
وعلى الرغم من ارتفاع الطلب الأجنبي على المنتجات الصينية بشكل كبير في أوروبا (بنسبة زيادة 35.9%)، وفي أمريكا بنسبة زيادة (42.6%)، وبإجمالي يصل إلى نصف تريليون دولار، إلا ان الصناعة في الصين ستواجه العديد من المشاكل.
ويعلق جيمس روت الشريك في شركات الاستشارات الإدارية Bain على أداء الشركات الصينية:
“بين حوالي 3400 شركة صينية تعمل على المستوى الدولي، تحقق 200 شركة فقط أكثر من مليار دولار في الخارج”.
حيث تكافح الشركات الصينية الأصغر حجما لإثبات نفسها، في الوقت الذي تسيطر فيه شركات صينية كبيرة على حصة الصين في الخارج، وعلى رأسها:
كما تواجه الشركات الصينية الأخرى التي تبيع في الخارج تحديات جديدة بسبب الكثير من المنافسات مع شركات أجنبية عملاقة مثل أمازون.
بينما قد يتكبد التجار الصينيون تكاليف أعلى بسبب تنفيذ الاتحاد الأوروبي لسياسة ضريبية جديدة للسلع المصدرة إلى المنطقة.
وقد قالت صحيفة الشعب اليومية، الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي الصيني:
“التحديات السياسية والاقتصادية والامتثالية واللوجستية والمتعلقة بالموظفين التي تواجهها الشركات الصينية عند السفر إلى الخارج زادت بشكل كبير”.
فيما زادت شركة علي بابا من توجهاتها نحو الاستثمار في الخارج عبر استراتيجيات طويلة المدى.
حيث وبحسب ويليام وانج وهو المدير العام لإسبانيا وفرنسا وإيطاليا في علي بابا، فإن الشركة لديها إمدادات ثابتة من الشحن الجوي إلى اوروبا.
ولكن الشحن الجوي عادة ما تزيد تكلفته مع بضائع مثل السيارات او الأجهزة المنزلية الكبيرة مقارنة بالشحن البحري.
أما عن المعضلة الأخرى التي قد تتعرض لها الشركات الصينية الصغيرة والناشئة، فتتعلق بالقدرة اللوجستية فيما يتعلق بمسألة المستودعات.
حيث تعمل شركات التجارة الإلكترونية الكبيرة على بناء أو استئجار مساحة مستودعات بالقرب من العملاء في أوروبا.
وذلك لتمكين البائعين من شحن المنتجات مسبقًا للتخزين هناك، لتقديمها للزبون عند الطلب مباشرة بدلا من الانتظار الطويل.
وهو ما سيزيد من الأعباء المادية على كاهل الشركات الصينية الصغيرة او الناشئة.
حيث قالت وزارة التجارة الصينية:
لقد بنت الشركات الصينية حوالي 100 مستودع جديد في الخارج في النصف الأول من هذا العام، بعد زيادة قدرها 800 العام الماضي.”
بالتالي فإن هذه التحديات ستكون موجهة ضد الصين التي ينظر لها الكثيرون بأنها مصنع العالم والقوة الاقتصادية التي ستحل مكان الولايات المتحدة خلال سنوات بسيطة.
فيما تلتزم الحكومة الصينية الهدوء بشكل كبير في التعامل مع المشاكل الأخيرة، وذلك بهدف ضبط الأوضاع الداخلية في ظل الأوضاع الحالية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية