يبدو أن العقوبات الامريكية على روسيا ستؤدي إلى الإضرار بالاقتصاد الأمريكي نفسه، وذلك على صعيد رفع اسعار البنزين والطاقة والغذاء، وفقا لآراء المحللين والمتابعين.
حيث تفكر إدارة بايدن اليوم بتوسيع العقوبات الامريكية على روسيا دون التفكير بعواقب ذلك على اقتصادها، أو ظنا منها بأنها قادرة على تجنب آثار هذه العقوبات.
ويشرع السائقون الأمريكيون في بدء إجازات صيفية بمتوسط أسعار بنزين تتجاوز 5 دولارات في بعض الولايات لأول مرة على الإطلاق.
بينما يواجه المواطن الأمريكي ارتفاعات سعرية ممثلة بالتضخم هي الأعلى منذ عام 1982، بدفع من ارتفاع اسعار النفط والغاز.
وقد قالت إيلين والد لوكالة رويترز ، مؤرخة الطاقة وزميلة بارزة في مركز أبحاث أتلانتيك كاونسل:
“إن اتخاذ اجراءات عقابية اضافية ضد روسيا، يشبه أن يتم ركل المواطن الأمريكي”.
حيث أكدت على أنه كلما كان يتم الحديث عن عقوبات إضافية، كانت الأسعار في أمريكا ترتفع.
ولكن إدارة بايدن تدرس ما يسمى بالعقوبات الثانوية، ممثلة بإجراء محادثات مع الحلفاء الأوروبيين والآسيويين لفرض حدود أسعار محتملة على مشترين النفط الروسي، لإلحاق الضرر بالاقتصاد الروسي، دون تعريض سوق النفط العالمي للضرر.
إلا أن المحللين أشاروا إلى أن روسيا قد تقوم بالانتقام من سوق النفط من خلال الاحتفاظ بالنفط لديها.
وذلك أن روسيا لديها اعتقاد راسخ بأن الدول الكبرى تمتلك احتياطيات ضئيلة للغاية بعد سنوات من قلة الاستثمار في حقول النفط والمصافي.
بينما قالت المحللة وولد :
“في كل مرة يتم الحديث عن عقوبات على روسيا يرتفع السعر في الداخل الأمريكي والعالمي”.
ففي أواخر مايو ، على سبيل المثال ، ارتفع خام برنت القياسي العالمي إلى أعلى مستوياته في شهرين عند ما يقرب من 124 دولارًا للبرميل.
وذلك بعد أن دعم الاتحاد الأوروبي حظرًا مخففًا على شحنات النفط الروسية.
كما أنه ووفقا لوكالة الطاقة الدولية فإن عائدات روسيا من النفط ارتفعت لشهر مايو مع ارتفاع الأسعار واستقرار صادرات الخام.
حيث رفعت العديد من الدول وارداتها من النفط الروسي، مثل الهند التي قامت برفع وارداتها ثلاث مرات عما سبق.
كما تم الحديث عن صعوبة تطبيق العقوبات على الكيانات التي تقدم التأمين للناقلات الروسية.
حيث قال بافيل مولشانوف ، العضو المنتدب في بنك ريمون جيمس الاستثماري في هيوستن:
“لا أعتقد أن هذا أمر واقعي، فالنفط سوق شديد السيولة والتنافسية”.
وأضاف قائلا:
“لا توجد طريقة عملية لفرض أي نوع من تحديد الأسعار بالزيادة أو النقصان”.
بينما شكك ريتشارد نيفيو ، مسؤول العقوبات السابق في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن والرئيس السابق باراك أوباما، في نجاح العقوبات على روسيا.
تأثير هذه العقوبات على الانتخابات الأمريكية النصفية:
أظهر استطلاع رأي راسموسن الشهر الماضي أن 83٪ من الناخبين الأمريكيين المحتملين يعتقدون أن التضخم سيكون قضية مهمة في الانتخابات التي يأمل الجمهوريون في الحصول على الأغلبية في أحد مجلسي الكونجرس أو كليهما.
يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار الوقود إلى خفض الرغبة في اتخاذ إجراءات صارمة في أوروبا أيضًا.
أي أن ارتفاع التكاليف والأسعار سيهدد الرئيس الأمريكي في الولاية الأولى له على سدة الحكم الأمريكي.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية