في أحدث التطورات العالمية المهمة حول العلاقات الصينية الأمريكية ، تحدث الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الأمريكي جو بايدن للمرة الأولى منذ فبراير شباط يوم الجمعة.
حيث تعد هذه المكالمة الثانية بين الزعيمين منذ تولي بايدن منصبه في يناير، مع اشتداد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.
قال البيت الأبيض:
“شدد الرئيس بايدن على اهتمام الولايات المتحدة الدائم بالسلام والاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والعالم”.
كما أضاف البيان قائلا:
“وقد ناقش الزعيمان مسؤولية كلا البلدين لضمان عدم تحول المنافسة إلى صراع”.
بينما أكدت وسائل الإعلام الحكومية الصينية المكالمة بعد ذلك بوقت قصير، فيما أعلنت قراءة المكالمة أمريكيا قبل ذلك.
حيث قال شي في تقرير المكالمة:
“إنه وعلى أساس احترام الاهتمامات الأساسية لبعضهما البعض وإدارة الخلافات بشكل صحيح، فإنه يمكن للإدارات المعنية في البلدين المشاركة في التعاون بشأن المناخ والوقاية من فيروس كورونا والانتعاش الاقتصادي والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية.”.
كما أضاف قائلا:
“إذا كانت هناك “مواجهة” بين الصين والولايات المتحدة، فإن كلا البلدين والعالم سيعانيان”.
بينما أكد شي على أن تعاون البلدين سيدفع الجميع للاستفادة، وذلك وفقا لقراءة وترجمة CNBC للنص الصيني.
كما تضمن تقرير وسائل الإعلام الحكومية بعض الوصف لتعليقات بايدن، بما في ذلك ملاحظة مفادها:
“ليس لدى البلدين سبب للوقوع في صراع نتيجة للمنافسة”.
يُذكر أن هذه المكالمة هي الثانية بعد مكالمة جرت بين الرئيسين في فبراير الماضي والتي استمرت لساعتين.
كما ذكرت وكالة رويترز نقلاً عن مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية أن المكالمة الهاتفية يوم الجمعة أكدت على:
“ناقشنا مجموعة من القضايا العابرة للحدود وتطرق إلى القضايا الاقتصادية، على الرغم من أن هذا الجانب من السياسة الأمريكية الصينية لا يزال قيد المراجعة”.
كما أكد المسؤول على أن الزعيمين قادران على التحلي بالصراحة والصدق مع بعضهما البعض دون إلقاء محاضرة.
بينما أشار المسؤول في التقرير إلى ضرورة تركيز الولايات المتحدة يجب أن ينصب على حشد الشركاء والحلفاء.
حيث كثفت كل من الصين والولايات المتحدة في الأشهر الماضية جهودهما لبناء علاقات سياسية واقتصادية مع الشركاء الإقليميين.
مثلما فعلت الصين في تشكيل أكبر تكتل للتجارة الحرة في العالم والتي يعتقد أنها أكبر اتفاقية تجارية في التاريخ.
وقد قال شي في اجتماع افتراضي ترأسته الهند لدول البريكس الخمس – الصين وروسيا والبرازيل وجنوب إفريقيا والهند – يوم الخميس:
“إن بكين ستترأس قمة البريكس العام المقبل، وتتطلع إلى مزيد من العمل مع الدول الأعضاء”.
أما عن السبب الأبرز لهذا الهدوء الأمريكي فيبدو أنه بسبب ما تعاني منه أمريكا من تعقد في المشهد الجيوسياسي.
حيث انسحب الولايات المتحدة من أفغانستتان وصعود حركة طالبان في منطقة تشترك في الحدود مع الصين.
يُذكر أن العلاقات الصينية الأمريكية كانت قد تعقدت في ظل الإدارة الأمريكية السابقة في عهد ترامب.
والذي اتبع نهجًا منفردًا أكثر لتطبيق التعريفات والعقوبات على الصين في محاولة لمعالجة شكاوى الأعمال القائمة منذ فترة طويلة بشأن الوصول غير المتكافئ إلى الأسواق ونقل التكنولوجيا القسري.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية