رويترز: يبدو أن روسيا بدأت بتغيير لهجتها بالنسبة لإمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا ، لتضرب بذلك العديد من الأهداف الاستراتيجية، خاصة في ظل ما تعانيه القارة العجوز من نقص محتمل كبير في الطاقة في ظل الشتاء الحالي القارس.
وستتمثل هذه الأهداف بشكل كبير بعملية اللعب على وتيرة المشاعر الشعوبية الأوروبية، وذلك حينما تشير روسيا بشكل رسمي إلى جهوزيتها لتزويد أوروبا بالغاز رغم العقوبات الرسمية.
كما أن روسيا ستذهب بعيدا في استغلال الغاز، مقابل أمور استراتيجية في بعض المناطق أيضا خلال الفترات القادمة.
حيث قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك لوكالة تاس للأنباء إن موسكو مستعدة لاستئناف إمدادات الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر خط أنابيب يامال-أوروبا.
ونقلت تاس عن نوفاك قوله في تصريحات نشرتها الوكالة يوم الأحد:
“تظل السوق الأوروبية ذات صلة ، حيث يستمر نقص الغاز ، ولدينا كل الفرص لاستئناف الإمدادات”.
كما أضاف قائلا:
“على سبيل المثال ، لا يزال خط أنابيب يامال-أوروبا ، الذي تم إيقافه لأسباب سياسية ، غير مستخدم”.
وعادة ما يتدفق خط أنابيب يامال-أوروبا غربًا، ولكن تم عكسه في الغالب منذ ديسمبر من عام 2021.
حيث ابتعدت بولندا عن الشراء من روسيا لصالح الاعتماد على الغاز المخزن في ألمانيا.
كما إنه وفي مايو ، أنهت وارسو اتفاقها مع روسيا ، بعد أن رفضت في وقت سابق مطالبة موسكو بالدفع بالروبل.
لترد شركة غازبروم الروسية الموردة بقطع الإمدادات لتقول أيضا:
“إنها لن تكون قادرة على تصدير الغاز عبر بولندا بعد أن فرضت موسكو عقوبات ضد الشركة التي تمتلك القسم البولندي من خط أنابيب يامال-أوروبا”.
كما أكد نوفاك مجددًا أن موسكو تناقش إمدادات غاز إضافية عبر تركيا بعد إنشاء مركز هناك.
وقال أيضًا:
“إن موسكو تتوقع أنها ستشحن 21 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا في عام 2022”.
وأضاف نوفاك
“هذا العام تمكنا من زيادة إمدادات الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا بشكل كبير”.
حيث أشار إلى أنه وفي 11 شهرًا من عام 2022 ، ارتفعت إلى 19.4 مليار متر مكعب، ليتوقع أن تصل بحلول نهاية العام إلى 21 مليار متر مكعب.
وفي مقابلة واسعة النطاق مع وكالة تاس ، نُشرت أجزاء منها طوال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قال فيها نوفقاك:
“إن روسيا اتفقت مع أذربيجان على زيادة إمدادات الغاز لاستهلاكها المحلي”.
ليؤكد على إنه وفي المستقبل وعندما تتم زيادة انتاج الغاز، فإنه سيتم الحديث عن مفاوضات واتفاقيات جديدة.
حيث قال نوفاك في حديثه أيضا:
“إنه على المدى الطويل ، يمكن لروسيا إرسال غازها الطبيعي إلى أسواق أفغانستان وباكستان ، إما باستخدام البنية التحتية لآسيا الوسطى ، أو في مبادلة من الأراضي الإيرانية”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية