تتعدد القصص والروايات بشأن البدلات الرسمية، ومتى نشأت، وكيف تطورت، وفيما يلي سنسرد لكم القصة الحقيقية للبدلات الرسمية وأمور أخرى غريبة .
على الرغم من وجه الشبه بين البدلات الكلاسيكية القديمة والحديثة، إلا أن هناك تغييرات وتطورات واضحة تتوافق مع كل عصر.
وقد قضى خبير الملابس الرسمية بيتر مارشال مئات الساعات للبحث في المجلات والصحف القديمة لتحديد التاريخ الحقيقي للبدلات.
قصة ظهور البدلات الرسمية:
خرجت البدلة الرسمية إلى العلن عام 1865، بفضل الأمير إدوارد السابع (أمير ويلز) لتغيير الحُلة التقليدية والتي وجدها غير عصرية آنذاك.
وفي هذه الحالة فإن هذا التاريخ يخالفا توقعات الكثيرين ممن ينسبون البدلة الرسمية إلى الارستقراطيين الأميريكيين.
وتشير الدلائل التاريخية إلى أنه قد تم جلب البدلة الرسمية لأمريكا عام 1886 من قبل المليونير جيمس براون بوتر.
حيث كان المليونير وزوجته في رحلة إلى بريطانيا وقاما بالتعرف إلى الأمير إدوارد السابع.
أما عن سبب التسمية فهو اسم أمريكي خالص؛ يعود إلى المكان الذي ارتدى فيه المليونير الأمريكي بدلته الرسمية والتي أرسلها إليه الأمير ادوارد السابع.
وذلك حينما ارتداها المليونير بوتر في وقت لاحق في نادي ريفي خاص في توكسيدو بارك، نيويورك.
وما إن خرج إلى العلن حتى انتشر اللقب الأمريكي للبدلة بصفتها توكسيدو، وهو ما يمكن أن يكون سببا في تضارب القصص.
القرن العشرين: القصة الكاملة للبدلات الرسمية وأمور غريبة أخرى
بحلول أوائل القرن العشرين، ارتفعت شعبية البدلات وكانت مقبولة في المواقف الرسمية، وحتى الآن ما زالت تستعمل في الأفلام الكلاسيكية.
وعلى الرغم من تراجع شعبية البدلات خلال الحرب العالمية الأولى، إلا أنها عادت وبشكل قوي في فترة الثلاثينات.
حيث كان العام 1935 شاهدا على انتشار البدلات الزرقاء بشكل أكثر من السوداء ثم انتشرت البدلة البيضاء ذات البنطال الأسود.
وخلال الاربعينات والحرب العالمية تراجعت شعبية البدلات بشكل كبير جدا نظرا لظروف الحرب العالمية الثانية وما تلاها.
وبحلول الخمسينيات من القرن الماضي، عادت البدلة الرسمية، ولكن مع تجديد نوع القماش فتم إدخال البوليستر، والسترة القصيرة بدلا من السترة الطويلة التقليدية.
ثم سُرعان ما عاد اللون الأسود ليتسيد الساحة بدلا من الأزرق، وأصبح المعيار في حضور المناسبات الرسمية.
في السبعينيات ظهرت ربطات العنق الضخمة المرنة (حيث كانت ربطات العنق شبه ثابتة ولا تتحرك كالكرتون المقوى).
إضافة إلى السترات الملونة المنقوشة والقمصان ذات الكشكشة والدانتيل والسراويل الواسعة.
وقد أعادت فترة الثمانينات النمط التقليدي الكلاسيكي للبدلات لتعود إلى صفتها الرسمية بشكل أكبر وأوسع.
أما في القرن الواحد والعشرين بدأ مكان ارتداء البدلات بالتوسع، فظهرت في أماكن العمل، بربطة عنق سوداء وقمصان بيضاء فقط.
وقد أجمع المؤرخون والمصممون على أن العام 2010 هو العصر الذهبي للبدلات، حيث تم تبني البدلات الرسمية الملونة من قبل جميع فئات الشعب.
ولم تعد تقتصر على مناسبة رسمية، أو موظف في بنك، بل تم تبني البدلة الرسمية من فئة الشباب أيضا.
ويذهب البعض لتفسير كون العام 2010 على أن بداية للعصر الذهبي للبدلات، بسبب توسع التجارة، والانفتاح العالمي على الثقافات بشكل أكبر، إلى غيرها من الاسباب ذات العلاقة بالتطور التكنولوجي.
إلا أن الوضع الحالي بعد الكورونا والعمل عن بُعد قد يُشكل ضربة هائلة وكبيرة لعالم البدلات الرسمية التي ستتراجع كثيرا إذا ما انتشرت ظاهرة العمل عن بعد من المنازل.
أما عن قصة الأزرار الموضوعة على أكمام السترات، والتي تبدو دائما بشكل ثابت، فعديدة هي الروايات.
القصة الأولى تتعلق بملك روسيا فريدريك الكبير:
حينما أمر بوضع الأزرار الثابتة لمنع الجنود من مسح أنوفهم وأفواههم أثناء المعارك بأكمام السترة.
القصة الثانية تتعلق بنابليون:
وتعود بسبب قوة شخصية نابليون وحبه لظهور جنوده بصورة جيدة، إذا أمر بالأزرار لنفس السبب الذي تمت الإشارة إليه في رواية ملك روسيا.
وعلى الرغم من تضارب تاريخ الروايات مع ما أشار إليه بيتر مارشال؛ حيث أن أحدث رواية تسبق ظهور البدلات الرسمية بعشرين عاما.
إلا أنها قد لا تكون متضاربة حقيقة، فالحديث عن الأزرار يعود إلى أكمام السترات والتي سبقت بوجودها ظهور البدلة بشكلها المعروف.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية