تفرض الظروف الحالية التي تعيشها أمريكا سؤالا مصيريا مفاده: هل ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية القوة المهيمنة الوحيدة في العالم ؟
لقد باتَت السيطرة الأمريكية على الاقتصاد العالمي أمراً مُسلماً به من قبل مختلف الفواعل والأطراف، وذلك لما تتمتع به أمريكا من تقدمٍ هائل على الصعيد المالي والتكنولوجي وغيرها.
هل ستبقى الولايات المتحدة حريصة على مسألة الهيمنة العالمية؟
لقد ناقشت قمة سنغافورة مؤخرا موضوع الهيمنة العالمية وقيادة العالم، وخرج المشتركون بالتصريح التالي:
“ليس من الواضح ما إذا كان أكبر اقتصاد في العالم سيظل القوة الرائدة التي تتطلع إليها الدول الأخرى كما جرى في الماضي”
وقد حمل اليوم الأخير نقاشا هاما حول احتمالية عدم وجود زعيم أو قائد محدد متأصل في شخص أمريكا، أو مستحدثا بشخصِ دولة جديدة، ومدى تأثير هذا الأمر على سير الحياة الطبيعية في ظل عالم منقسم”
كما أكد المشاركون أن تعاظم قوة الصين بات واضحاً دون شك من قبل المتابع للمشهد الاقتصادي.
وأن هناك تراجعا لدور بعض المنظمات الدولية التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية في أربعينيات القرن الماضي.
ولتفسير عدم اهتمام أمريكا على التمسك بدفة القيادة بشكل واضح، صرح إيان بريمر، رئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات:
إن القيادة الحقيقية يجب أن تأتي من قبل أمريكا؛ بحيث أنها ما زالت مهيمنة بسبب المعطيات والعوامل التالية:
أولا. نمو شركات التكنولوجيا الأمريكية وبسط سيطرتها على مختلف الشركات التكنولوجية العملاقة الأخرى.
ثانيا. أهمية ودور الدولار كعملة احتياطية رئيسية.
ثالثا. قوة الفيدرالي الأمريكي كفاعل أساسي في السياسات النقدية العالمية، وما يتبعه من قوة البنوك الأمريكية.
وقد أكد بريمر أن هذه العوامل والمعطيات تعتبر نقاط قوة لطمئنة أمريكا على مستقبل هيمنتها على العالم دون بذل الجهود التي كانت تبذلها في الماضي لتأكيد هذه الهيمنة.
أما نيال فيرجسون من معهد هوفر بجامعة ستانفورد فقد صرح قائلا:
“لقد أثبتت الولايات المتحدة قيادة مذهلة خلال الجائحة الحالية، وذلك بسبب النقاط السابقة التي ذكرها بريمر”
إلا أنه أكد على أن هذه المعطيات لا تمنع دولة أخرى أو جهة أخرى من أخذ دور القيادة العالمية.
وفي النتيجة فقد توصلت القمة إلى النتائج التالية في صدد إجابة السؤال الرئيسي: هل ستبقى الولايات المتحدة الأمريكية القوة المهيمنة الوحيدة ؟ على النحو التالي:
إن الصين هي الأقرب على صعيد الهيمنة الاقتصادية، دون إنكار دور الاتحاد الأوروبي إذا ما قام بإدارة أوضاعه جيدا.
أما عن دور الصين على صعيد السياسة الدولية، فقد اتفق الخبراء على أنها ما زالت بعيدة عن لعب دور قيادي على الساحة الدولية.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية