تاريخ سيقود نحو انخفاض الفائدة على الدولار وانهيار الفيدرالي الأميركي

بغض النظر عن قراءة التضخم الخاصة باليوم أو الغد وغيرها من مؤشرات، فإن هناك ما قد يعكر كل خطط رئيس الفيدرالي في إبقاء الفائدة مرتفعة لوقت أطول ليطمئن على الاقتصاد، وهذا الأمر يتمثل في العامل السياسي وتحديدا احتمالية فوز دونالد ترامب، والذي أشار وبوضوح إلى أن قدومه سيعني انخفاض الفائدة على الدولار وانخفاض الأسعار بشكل عام، ورحيل جيروم باول عن منصبه.

ولا يكاد هذا توقعات أو تكهنات، فقد أشار ترامب مرارا وتكرارا إلى أمرين:

الأول أنه وبمجرد إعادة انتخابه، فإن جيروم باول والذي ستنتهي ولايته عام 2026، سيكون عاطلا عن العمل.

والآخر أنه سيعمل على انخفاض الفائدة على الدولار وانخفاض أسعار الأشياء معها وتحديدا الطاقة.

ووفقا لهذا العامل السياسي، فإن موقف باول سيكون صعبا وخطرا ومتأزما للغاية، خاصة وأنه ما زال يتمسك بالفائدة مرتفعة لأعلى مستوى منذ سنوات طويلة.

حيث إنه من جانب، يخشى تخفيض الفائدة قبل التأكد من تراجع التضخم، والوقوع فريسة للضغط السياسي كما حدث مع من سبقوه.

بينما ومن جانب آخر، فإن مستقبله العملي بات مهددا بشكل كبير من قبل أحد أبرز المرشحين للفوز بالانتخابات الأميركية.

كما أن موقف جيروم باول، بات أكثر تعقيدا، مع مطالبة الشعب بانخفاض الفوائد، وتحديدا بعد ارتفاع تكاليف المساكن.

وهو ما تجلى في تصريحات العديد من المسؤولين الأميركيين وتحديدا الليبراليين.

حيث هاجمت السيناتور إليزابيث وارن رئيس الفيدرالي قائلة:

“لقد أبقيت أسعار الفائدة مرتفعة للغاية ولفترة طويلة جدا”

وأضافت:

“هذا يكفي”.

ديزموند لاكمان من معهد أميركان إنتربرايز، وصف موقف باول المعقد قائلا:

“لقد حاصر نفسه في صندوق من الشروط التي يجب أن تتحقق لتنخفض الفوائد”.

وإذا دققنا النظر في ملف الترشح الخاص بترامب، فإننا سنصل إلى نتيجة مفادها أن الفيدرالي كله سيكون مهددا في ظل ترامب.

حيث كشف تقرير حديث في صحيفة وول ستريت جورنال عن أن ترامب وحلفاءه صاغوا اقتراحا يقوض استقلالية الفيدرالي.

في النتيجة؛

فإن الخامس من نوفمبر القادم، وهو موعد الانتخابات الأميركية، سيكشف النقاب عن أكثر الأمور التي قد تهدد الفيدرالي والفوائد على حد سواء.

حيث إنه وإذا تم التجديد لبايدن، فإن الفيدرالي ورئيسه سيكونان في مأمن من التدخل وزعزعة الاستقرار.

بينما وفي حال فوز ترامب، فإن مستقبلا اقتصاديا جديدا ومغايرا، وواقعا منخفض الفوائد، سينتظر العالم بأسره.

تمت الاستعانة في إعداد هذه المقال بالمصدر التالي (اضغط هنا).

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية