رويترز: ضربت الأزمة المصرفية البنك الأمريكي الثالث حتى الآن منذ شهرين، حيث انهيار بنك فيرست ريبابليك بعد أن بدأ العملاء الأثرياء بسحب ودائعهم، بعد أن كان البنك سابقا يحاول جذبهم لدعم نمو البنك السريع.
حيث قال بنك جي بي مورغان اليوم الإثنين:
“سأشتري معظم أصول البنك بعد أن استولى المنظمون على المقرض المتعثر خلال نهاية الاسبوع الجاري”.
وبذلك فإن انهيار بنك فيرست ريبابليك زوال ثالث بنك أمريكي كبير في غضون شهرين فقط، بعد بنك وادي السليكون وسيجنتشر.
حيث كان البنك قد أشار الاسبوع الماضي، إلى أن تدفقاته الخارجية تجاوزت 100 مليار دولار في الربع الأول من العام الجاري.
وقد تأسس البنك عام 1985 من قبل جيمس جيم هربرت نجل مصرفي أمريكي في أوهايو.
حيث ومنذ البداية ركز هذا البنك على تقديم قروض كبيرة بأسعار فوائد رخيصة.
وفي عام 2007 قامت ميرل لينش بالاستحواذ على البنك، ثم تم إدراج البنك في سوق الأسهم مرة أخرى عام 2010 بعد أن قام ميريل لينش ببيع البنك لبنك أوف أمريكا.
وقد كان نموذج أعمال البنك الأمريكي هو جذب العملاء من اصحاب الثروات العالية بأسعار فوائد تفضيلية، وتحديدا على صعيد الرهون العقارية.
ومن بين عملائها:
مؤسس Instacart Apoorva Mehta .
المستثمر Chamath Palihapitiya.
المطور العقاري Stephen M. Ross .
كما قدم البنك خدمات للأفراد الآخرين في المجتمع، مثل المدارس والمؤسسات غير الربحية بنسبة 22% من قروضه التجارية.
بينما قال البنك الأمريكي نهاية العام الماضي:
“إن عائدات مساهميها تضاعفت عند 19.5٪ سنويًا ، أي أكثر من ضعف أقرانها”.
كما قال البنك أيضا:
“إن متوسط قروضها السكنية لأسرة واحدة كان بإمكانها الحصول على نقود بقيمة 685 ألف دولار ، أي أكثر بكثير من المواطن الأمريكي العادي”.
كل هذه الاستراتيجيات جعلت البنك أكثر عرضة للخطر من المقرضين الإقليميين الذين لديهم عملاء أقل ثراء.
حيث إن السبب في ذلك أن تأمين الودائع في الولايات المتحدة يضمن فقط 250 ألف دولار لكل حساب توفير.
وهذا يعني أن بنك فيرست ربابليك لديه مستوى مرتفع من الودائع غير المؤمن عليها.
كما كان للبنك دفتر قروض ومحفظة استثمارات أقل قيمة مع قيام الفيدرالي برفع الفوائد، مما أعاق قدرته على رفع رأس المال.
ومنذ العام الماضي، بدأ البنك بتكديس الخسائر الورقية بعدما تأثرت اسواق المال بشكل سلبي مع رفع اسعار الفوائد.
حيث ارتفع اجمالي الخسائر غير المحققة في محفظة الاستثمار الخاصة بالبنك إلى 4.8 مليار دولار، من 53 مليون دولار خلال عام واحد.
بينما ارتفعت الخسائر نهاية شهر آذار من العام الجاري إلى 9.4 مليار دولار و13.5 مليار دولار.
كما حذر التقرير السنوي للبنك نفسه وقال للمستثمرين:
“إن أكثر من نصف دفتر القروض يتكون من قروض عقارية سكنية يصعب التعامل معها”.
أما صفقة جي بي مورغان الآن، فإنها ستعني إعادة فتح فروع البنك ال84 المنتشرة في ثماني ولايات أمريكية كفروع للبنك الأمريكي المشتري.
وبذلك فإن جي بي مورغان، سيصبح أكبر بنك أمريكي نتيجة الاستيلاء على اصول بنك فيرست ريبابلك بقيمة 10.6 مليار دولار، سيتم دفعها لشركة تأمين الودائع الفيدرالي الأمريكية.
بينما لن تأخذ الصفقة ديون البنك أو الأسهم الممتازة للبنك الأمريكي المنهار، ما يعني وجود مشاكل لدى الدائنين.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية