ياهو فاينانس: تواجه الأسواق زيادة كبيرة أخرى في سعر الفائدة على الدولار من قبل الفيدرالي الأمريكي يوم الاربعاء من الاسبوع الجاري وذلك بحجم 75 نقطة اساس لتصل الفائدة إلى 4%، ولكن الآمال والطموحات وتحديدا من قبل المستثمرين في الاسواق المالية تتجه إلى ترجيح أن يعلن الفيدرالي عن تخفيف سياساته النقدية المتشددة، وايقاف رفع الفوائد مؤقتا .
وقبل الدخول في التفاصيل فإنه وكنتيجة عامة؛
فإن كل ما يدور في اوساط المحللين والاقتصاديين والمؤسسات ما هي إلا توقعات وتكهنات وتحليلات مبنية على ثلاثة أمور:
-
تصريحات بعض الفيدراليين أبرزهم دالي.
-
البيانات الاقتصادية التي تشير إلى أن التضخم قد يكون قد بلغ ذروته.
-
آراء بعض المحللين لدى كبار المؤسسات والصحافيين البارزين الذين يرجحون إيقاف رفع الفوائد.
وبغض النظر عن هذه الأمور، فإن أحدا لا يعلم ما سوف يخرج به الفيدرالي.
بل إنه وإذا افترضنا أن الفيدرالي قد قام بالإعلان عن ايقاف رفع الفوائد بعد نوفمبر، فإنه سيكون إعلانا مؤقتا، لدراسة وضع التضخم.
وفي ظل هذا السيناريو فإن الدولار سيتعرض للتراجعات التي تشبه ما حدث في شهر 7-8، ولكن بوتيرة أقل، نظرا لأن الفوائد حينها لم تكن قد وصلت إلى مستويات 2.5% مقارنة بوضع 4% في الوقت الحالي.
الآمال ترتفع بتخفيف السياسة النقدية الأمريكية و ايقاف رفع الفوائد مؤقتا !
سيكون المستثمرين في انتظار تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بعد القرار بنصف ساعة الساعة 9:30 بتوقيت القدس.
وذلك جنبا إلى جنب مع التوقعات الاقتصادية من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي وآخر مخطط يوضح توقعات كل عضو لسعر الفائدة الأمريكي قصير الأجل.
كما سيتم أيضًا مراقبة تقرير الوظائف لشهر أكتوبر الصادر عن وزارة العمل يوم الجمعة.
حيث يتوقع الاقتصاديون إضافة أو إنشاء 190 ألف وظيفة الشهر الماضي ، وفقًا لتقديرات بلومبرج.
ومن المرجح أن يحدد كلا الحدثين مسار السوق لبقية العام (وتحديدا الفائدة التي سيتم اتخاذ قرارها منتصف شهر ديسمبر).
وقد شهدت الاسواق المالية الأمريكية في آخر جلسات الاسبوع الماضي قفزات مميزة، بسبب الآمال في أن يقوم الفيدرالي بالتلميح عن تراجع معين في تشديد سياسته النقدية.
وبذلك فقد حققت أسواق الأسهم انتعاشًا ملحوظًا في أكتوبر بعد عمليات البيع التاريخية في سبتمبر وتحديدا لمؤشر الداو جونز.
حيث ارتفع الداو جونز بنسبة 14.4% حتى تاريخه اعتبارًا من إغلاق يوم الجمعة.
مما يجعله العاشر من أكتوبر هو أفضل شهر له على الإطلاق منذ عام 1915، وفقًا لبيانات من مجموعة Bespoke Investment Group.
وإذا أغلق مؤشر داو جونز أعلى بمقدار نقطتين أساسيتين فقط يوم الإثنين، فسوف يتغلب شهر أكتوبر على يناير 1976 كأفضل شهر منذ الثلاثينيات.
وما زال المحللون يتحدثون عن اقتراب الوصول إلى أعلى مستويات التضخم، وأن الفيدرالي سيعلن التوقف المؤقت لرفع الفوائد.
حيث قال ديفيد نوريس رئيس إدارة الأصول في Twenty four:
“يبدو اننا نقترب من ذروة التضخم، وان هذا سيسمح للفيدرالي بالتوقف المؤقت عن رفع الفوائد لتقييم تاثير زياداته السريعة للفوائد على الدولار”
كما قال نوريس:
“في النهاية، سيبدأ الفيدرالي في تقليل حجم الزيادات ثم التوقف مؤقتا لتقييم الوضع، ولكن الفوائد ستبقى عند هذه المستويات المرتفعة لفترة طويلة”.
ولكن هذا التفكير والطموح ليس الأول!
حيث قادت هذه الآمال الأسواق المالية إلى التحسنات والدولار إلى التراجع خلال شهري 7 و8 الماضيين.
وهو ما ثبت بعد ذلك أنها طموحات سابقة لأوانها، وهو ما قاد الأسواق للتراجع والدولار للارتفاع خلال شهر 9.
ولكن هذه المرة تعود هذه الآمال بقوة، وذلك بعدما قام العديد من الجهات بتقديم النصح للفيدرالي بالتوقف عن هذه السياسة.
حيث قال المحللون في بنك جولدمان ساكس:
“إن العديد من المشاركين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة قد اقترحوا مؤخرا إبطاء وتيرة التشديد النقدي”.
وهذا ما أشارت إليه تحديدا ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو.
كما وتزداد وتيرة هذه الآمال بعد البيانات الاقتصادية التي مثلت مصدرا للتفاؤل بأن الفيدراليين سيحرصون على تخفيف وتيرة التشديد النقدي ويتوقفون عن رفع الفوائد.
أما الناتج المحلي الاجمالي الذي انتعش بأعلى من المتوقع، فيبدو أيضا أن المحللين والاقتصاديين قد قللو من شأنه في دعم الفيدرالي في رفع الفوائد.
حيث قال مايك لوينجارت رئيس انشاء المحفظة النموذجية في مورجان ستانلي:
“تقرير الناتج المحلي الاجمالي الإيجابي لم يفعل شيئا يذكر لسحق اي مخاوف من الركود الذي ستتسبب فيه عملية رفع الفوائد”.
ولكن وبغض النظر عن هذه الآمال، فإن قرار الفيدرالي الأربعاء، ثم تقرير الوظائف الاسبوع المقبل سيوضحان الكثير.
حيث إنه من المتوقع أن يُظهر تقرير الوظائف لشهر أكتوبر انخفاضًا في الوظائف الشهرية إلى أقل من 200 ألف وظيفة.
وهو انخفاض كبير من متوسط 400 ألف الذي حدث بعد التافي من الوباء، ولكنه أيضا سيكون إيجابيا من ناحية أخرى.
فهو يشبه ما كان عليه الوضع قبل الوباء حينما كان أقل من 200 ألف وظيفة.
كما أنه من المتوقع أن يظهر مسح فرص العمل المقرر اصداره غدا الثلاثاء، والذي قد يظهر مزيدا من التراجع في سوق العمل.
بينما يواصل موسم الأرباح الضغط على الأسواق النقدية، حيث من المتوقع أن تعلن أكثر من 100 شركة عن نتائجها المالية للربع الثالث.
وقد كانت البيانات المالية للشركات حتى الآن مختلطة، بين تخييب الظن لدى بعض الشركات الكبيرة، وتحسن بعضها الآخر.
ووفقا للمحللين في Bank of America فقد حققت 34% من شركات مؤشر S&P500 ارباحا ثابتة.
بينما قالوا أيضا:
“هذه مفاجأة صعودية ، بالنظر إلى التوقعات الإجماعية للأرباح التي تظهر ضعفًا في وقت مبكر من موسم التقارير الحالي”
ثم أكدوا أيضا على أن الوقت ما زال مبكرا من موسم التقارير للكثير من الشركات الأخرى مثل:
-
فايزر
-
أوبر
-
باي بال
-
بيركشاير هاثاواي، وغيرهم.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية