يبدو أن قضية ايلون ماسك وتويتر ستستمر في تسيد مشهد الصفقات العالمية، وذلك منذ أن قال أغنى رجل في العالم بأنه سيشتري تويتر بصفقة تبلغ 44 مليار دولار أمريكي، وحتى عاد مساء يوم الجمعة إلى التأكيد على أنه انهى هذه الصفقة وأنه لن يواصل فيها لأسباب تتعلق بتنفيذ الصفقة من قبل تويتر.
اسباب ايلون ماسك لإنهاء الصفقة:
قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تسلا وأغنى شخص في العالم يوم الجمعة، كما ورد على صفحات رويترز:
“إنني أنهي هذه الصفقة لشراء موقع تويتر لأن شركة التواصل الاجتماعي قامت بخرق العديد من أحكام اتفاقية الاندماج”.
بينما قال رئيس مجلس إدارة Twitter ، بريت تايلور ، على منصة التدوين المصغرة :
“إن مجلس الإدارة يعتزم متابعة الإجراءات القانونية لفرض اتفاقية الاندماج”.
كما كتب أيضا:
“مجلس تويتر ملتزم بإغلاق الصفقة بالسعر والشروط المتفق عليها مع السيد ماسك …”.
فيما قال محامو ماسك:
“إن تويتر فشل أو رفض الاستجابة لطلبات متعددة للحصول على معلومات حول حسابات مزيفة أو غير مرغوب فيها على المنصة ، وهو أمر أساسي لأداء أعمال الشركة”.
كما قال المحامون ، إن تويتر قدم اقرارات كاذبة ومضللة اعتمد عليها ماسك عند الدخول في اتفاقية الاندماج.
أما ماسك فقد قال:
“تويتر طردت كبار المديرين التنفيذيين وثلث فريق اكتساب المواهب، منتهكا التزام تويتر بالحفاظ على مكوناتها المادية”
ومن المرجح أن يؤدي قرار ماسك إلى نزاع قانوني مطول بين الملياردير والشركة التي يبلغ عمرها 16 عامًا ومقرها سان فرانسيسكو.
ومن المتوقع أن تهبط هذه القضية في محاكم ديلاوير، والتي يتوقع أن تنتهي بإعادة التفاوض على الصفقات او دفع المشتري تسوية للانسحاب.
بينما تأمل تيوتر أن تبدأ إجراءات المحكمة في غضون أسابيع قليلة، وأن يتم حلها في غضون بضعة أشهر.
وهناك من يقول إن تويتر قد تضطر إلى إعادة التسعير مثلما هو الحال مع العديد من الشركات التي حدث معها أمر مشابه.
فيما قالت آن ليبتون ، العميد المشارك لأبحاث أعضاء هيئة التدريس في كلية الطب آن ليبتون:
“أود أن أقول إن موقع تويتر في وضع جيد قانونيًا للقول إنه زوده بكل المعلومات الضرورية وهذه ذريعة للبحث عن أي عذر للخروج من الصفقة”.
مقالة سابقة لموقع كواليس المال بعنوان : ماذا لو فشلت صفقة تويتر وماسك، اضغط هنا للانتقال إليها.
ايلون ماسك وتويتر : ما هو السر وراء قيام ماسك بهذا الأمر؟
يجب الاعتراف أنه ومنذ البداية تعمد ماسك تسليط الاضواء بشكل كبير على هذه الصفقة، وهو ما ظن الجميع بأنه من عادات ماسك.
إلا أنه ومع مرور الوقت، رأينا الأخبار المتضاربة فيما يتعلق بهذه الصفقة من كلا الجانبي.
حيث اتهم ماسك بخروقات تويتر، فيما اتهمت تويتر ماسك بأنه يؤثر على مستقبلها ومستقبل موظفيها.
وقد لوحظ الارتفاع الذي طال سهم تويتر بعد اعلان ماسك عن شراء الشركة بقيمة مليارية كبيرة.
حيث ارتفع بشكل يحميه من عمليات بيع عميقة في سوق الاوراق المالية التي طالت منصات التواصل الاجتماعي الأخرى.
فيكفي أن تدرك بأن الفابيت وميتا وسنابشات وبنتريست انخفضوا بنسبة 30% في المتوسط خلال العام الجاري.
بينما ساعدت اخبار شراء ماسك لتويتر في ارتفاع اسهم الشركة في البداية، بشكل مكنتها من الانخفاض في المتوسط بنسبة 15% فقط.
أما الآن فقد انخفض سهم شركة تويتر إلى 34.58 دولارا أي بنسبة 6% بعد هذه الاخبار خلال التداول الموسع.
وهذا يقل بنسبة 36% عن 54.20 دولارا لكل سهم وافق ماسك على شرائه في ابريل.
وحتى الآن فإن العقد ينص على أن يدفع ماسك لتويتر مبلغ مليار دولار إذا لم يستطع إكمال الصفقة لأسباب مثل تمويل الاستحواذ أو منع المنظمين للصفقة.
إلا أن هذا الشرط قد لا يسعف تويتر في ظل هذه الظروف الاقتصادية المضطربة لتي ستزيد من مخاوف المستثمرين والعاملين في الشركة.
حيث ستواجه الشركة الآن العديد من المشاكل الحالية والمستقبلية إذا بدأت بالمعركة ضد ماسك.
بل إنه وكما ذكرنا فإن المحكمة قد تأمر بإعادة استمرار الصفقة، ولكن مع اضطرا تويتر لإعادة تسعيرها بسعر أقل.
وذلك يشبه كثيرا ما حدث حينما هددت شركة التجزئة الفرنسية LVMH بالانسحاب من صفقة مع شركة Tiffany & Co الامريكية.
فوافقت شركة بيع المجوهرات بالتجزئة في الولايات المتحدة على خفض سعر الشراء بمقدار 425 مليون دولار إلى 15.8 مليار دولار.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية