قد تمثل الانتخابات الأمريكية القادمة حدثا بالغ الأهمية للجانب الأوروبي، حيث يُعتقد بأن بقاء ترامب سيمثل حربا لأوروبا .
حيث نشرت الباحثة Holly Ellyat عبر موقع cnbc مقالة عن خطورة الانتخابات القادمة وترامب على الاقتصاد الأوروبي.
وأشار كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرج السيد هولجر شميدنج إلى أن السياسة الأمريكية تمثل خطرا جسيما على الاقتصاد الأوروبي.
كما أكد على أن الانتخابات القادمة ستمثل حالة عدم يقينٍ خطيرة، ليس فقط على صعيد من سيربح، بل على صعيد الشغب في الشوارع الأمريكية من خلال الطرف الخاسر.
أما في حالة تقارب النتائج، واللجوء من قبل المرشحين إلى الجهات العليا، فإن حالة عدم اليقين ستمثل ضربة للأسواق بشكل عام.
وأكد الاقتصادي بأن هذه الحالة من عدم اليقين والاضطراب لن تكون قاصرة على الجانب الأمريكي، بل ستلقي بظلالها السيئة على أوروبا.
أما كبير الاقتصاديين في ساكسو بنك ستين جاكوبسن، فقد قال في مذكرته الخاصة:
“نخشى أن تكون الانتخابات الأمريكية أكبر خطر سياسي تشهده أوروبا منذ عدة عقود”.
ويتمحور هذا الخطر بثلاثة احتمالات هي:
أولا. انتخابات متنازع عليها 50٪.
ثانيا. اكتساح نظيف من قبل المرشح الديمقراطي جو بايدن باحتمال 25٪ .
ثالثا. فوز الرئيس الحالي دونالد ترامب باحتمال 25٪.
وأضاف جاكوبسن:
“مهمتنا هي تحديد مدى المخاطر التي ستحيط بالأسواق، والتي سيتأثر التسعير فيها بناء على نتائج الانتخابات ضمن الطروحات الثلاثة السابقة”.
الحرب التجارية: بقاء ترامب سيمثل حربا لأوروبا ؟
يعتقد بأنه وفي حالة إعادة انتخاب ترامب أن تزداد المخاوف بشأن البدء بحرب تجارية مع الجانب الأوروبية.
بل رأى البعض بأنها ستكون أعنف من الحرب التجارية الأمريكية الصينية.
وأكدوا على أن هذه الحرب ستكون ضارة لكل من الاقتصاديات الأوروبية والأمريكية، وذلك بسبب التبادلات التجارية المعقدة بين الجانبين.
ففي العام 2019 حقق الاتحاد الأوروبي فائضا بقيمة 153 مليار يورو مع أمريكا، أي أن أوروبا تصدر إلى أمريكا أكثر مما تصدره.
وبلغة الأرقام فإن صادرات الاتحاد الأوروبي إلى أمريكا تكون قد بلغت 384 مليار يورو مقابل واردات أمريكية إلى الاتحاد بقيمة 232 مليار يورو.
كما أن هذا سيتعدى التجارة ليطال العمالقة الأمريكيين أيضا؛
حيث سيتضرر عمالقة التكنولوجيا الأمريكية والذين يحققون حصة جيدة من أرباحهم بالاعتماد على السوق الأوروبية.
هل سيكون بايدن هو الحل الجيد لأوروبا؟
هناك رأيان في مسألة انتخاب بايدن، وهما:
الرأي الأول: وجد بأن الحالة المضطربة لفوز ترامب تشابه نفس الوضع في حالة فوز بايدن وذلك بسبب ما وعد به بايدن من زيادة في الضرائب.
أما الرأي الآخر: فخالف الرأي الأول تماما، وتحجج بأن زيادة الضرائب من قبل بايدن على الشركات الأمريكية ستمثل فرصة للأسواق الأخرى خارج أمريكا.
بل أكدوا على أن فوز بايدن سيكون إيجابيًا لأسواق الأسهم خارج الولايات المتحدة، وأكدوا على ان الضربة الكبيرة للأسواق ستتمثل في فوز ترامب.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية