ما هي البنوك التي لا تتعامل مع المال في ودائعها؟ وما هي طبيعة هذه الودائع؟ و هل يوجد بنوك لا تتعامل ؟ ام هي فقط من خيال المؤلف.
على الرغم من ارتباط كلمة (بنك) بالمعاملات المالية بالشكل المفهوم والرائج، إلا ان هناك بنوكا قائمة ولكنها لا تتعامل مع المال في قضية الودائع، وهناك أمثلة عديدة عليها، فهناك ما يعرف بـ”بنك خلايا الأم”، حيث يتم إيداع “الخلايا الجذعية” المختصة بتشكيل مختلف الأعضاء المستقلة مثل العين والقلب والأكباد حيث أن هذه البنوك تهدف إلى تخزين هذه الخلايا للاستفادة منها لاحقا في استنبات قطع غيار بشرية، وهناك (بنوك التبويض) للعائلات العقيمة، وليس ذلك فحسب حيث أن هذه البضائع تعود للمشاهير والأثرياء والعباقرة وأول بنك تم انشائه لهذا الغرض كان في السويد عقب الحرب الباردة ولكن الغرض من إنشائه كان بهدف حماية النسل السويدي من حرب نووية مرتقبة آنذاك، ولمقابلة هذه الفكرة قامت بنوك أخرى منافسة ولكنها لغرض معاكس لهذا الغرض وهو حماية الشيفرات الوراثية (حماية الملكية الفكرية) للمشاهير والأثرياء حتى لا تقع شيفراتهم لدى البنك السابق ومنع الحصول على شيفراتهم من قبل أحد ولكن هذا النوع انتهى بالطبع بسبب القدرة على سرقة الشيفرات الوراثية من أي شخص دون علمه خاصة في ظل تقدم الهندسة الوراثية، وهناك بنك المستحاثات الدولي (لإيداع الاكتشافات الأحفورية حول العالم) وهناك بنوك الفيروسات الإلكترونية مثل الذي تمتلكه وزارة الدفاع الأميريكية (البنتاغون) وما تمتلكه تايوان (بنك المعارض التقليدي الصيني) بيحث يتم الاحتفاظ بالفيروسات المختلفة لحين استخدامها من قبل الدولة أثناء الحروب الالكترونية.
أما النوع الأخير معنا اليوم فهو بنك الروائح الشخصية (حيث يتم تخزين الروائح الشخصية للمجرمين والمشتبه بهم) وهو موجود في مدينة نانجينج الصينية، والموظفين في هذا البنك (أعزكم الله) ليسوا بشر بل هم كلاب مدربة (شمامة) للتعقب من خلال ودائع الروائح الشخصية للمجرمين، وفي الماضي ليس البعيد كان هناك بنك تم بناءه من قبل جهاز المخابرات الألماني «الستاسي» وهو حينما بلغ جنون الارتياب في ألمانيا الشرقية حد إنشاء بنك خاص بأعقاب السجائر(حيث لعاب الناس) ومفاتيح المصاعد (حيث يتركون بصماتهم) وملايين القمصان والملابس الداخلية (حيث تحرس الكلاب روائح الأمة)!!.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية