لقد صدمت شركة بن آند جيري التابعة لشركة يونيليفر العالمية العالم بمقاطعة وعدم بيعها لمنتجات داخل الأراضي المحتلة في فلسطين وتحديدا أراضي عام 1967 وفقا لما جاء على لسان روني أولسكر الاستاذة المشاركة من جامعة سانت لورانس، والتي كتبت مقالا غاية في الأهمية لتفسير قرار بن اند جيري مقاطعة اسرائيل ووضحت أمورا خطيرة تحدث عالميا ضد الكيان الصهيوني.
حيث عبرت عن دهشتها لأول مرة من قرار شركةٍ تمثل منتجاتها 75% من سوق المثلجات لدى الكيان الصهيوني منذ السبعينات.
كما تحدثت عن ضراوة رد الفعل الإسرائيلي الرسمي على إعلان بن آند جيري في 19 يوليو الحالي.
حيث وصف السياسيون Ben & Jerry’s باعتبارها معادية لإسرائيل وحثوا المشرعين الأمريكيين على معاقبة الشركة.
وتشير روني أنها تفهم جيدا سبب قرار بن اند جيري مقاطعة اسرائيل الآن، تبعا لسبب رئيسي واحد.
حيث أشارت إلى جهود حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، التي تستهدف الاحتلال للضفة الغربية وغزة.
وتقول روني:
“بدأت الحركة المعروفة باسم حركة المقاطعة BDS، في عام 2005، وذلك عندما دعت 170 منظمة مجتمع مدني فلسطينية إلى مقاطعة اقتصادية وثقافية وأكاديمية لإسرائيل لانتهاكها القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين، وكذلك احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة.”
كما تضيف قائلة:
“حثت الحركة -التي سرعان ما ضمت شبكة فضفاضة من النشطاء في جميع أنحاء العالم- الشركات والجامعات وغيرها على الخروج من إسرائيل والدول لمعاقبتها”.
حيث استوحت هذه الحركة مبادءها من نجاح الحركة العالمية لإنهاء الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
حينما نجحت الحركة الإفريقية من خلال قيامها بحملة مقاطعة لشركات عملاقة مثل كوكا كولا وبيبسي، وريبوك وفورد.
كما تؤكد روني على أن أكبر مكاسب الحركة حتى الآن تكمن في حث بعض الجماعات الأكاديمية والكنائس على دعم مقاطعتها.
وتتحدث روني عن مقاومة الكيان الصهيوني لأية حركة تحض على المقاطعة منذ ما قبل عام 1948؛ حيث قالت:
“في عام 2019، على سبيل المثال ، صنف البرلمان الألماني حركة المقاطعة BDS على أنها معادية للسامية.”
بينما قالت حكومة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بأنها تخطط لتمرير إجراء للحد من المقاطعات ضد الكيان.
أما في الولايات المتحدة تتم مقاطعة البعضُ للمقاطعين؛ بينما أقرت 35 دولة قوانين وأوامر تنفيذية وقرارات مناهضة للمقاطعة منذ عام 2005.
كما أشارت روني إلى سبب براعة اقتصاد الكيان في إنتاج منتجات عالية الجودة ومتطورة ومتخصصة للتصدير.
حيث يهدف الكيان إلى جعل أية مقاطعة لمنتجاتها أقل فعالية من خلال عدم تمكين الشركاء من استبدال البضائع من البلدان الأخرى بسهولة.
إذن!!ما المختلف هذه المرة ؟
تجد روني مقاطعة بن آند جيري هذه المرة أمرا مختلفا على الرغم من تهديد المسؤولين في فلوريدا وتكساس بالفعل بإضافة شركة Unilever، الشركة الأم لـ Ben & Jerry، إلى القائمة السوداء للشركات غير المؤهلة للاستثمارات.
حيث قالت الشركة التي أسسها الأصدقاء اليهود بن كوهين وجيري جرينفيلد في عام 1978، واشترتها Unilever في عام 2000 قالت:
“إن بيع الآيس كريم في الضفة الغربية وقطاع غزة يتعارض مع قيمنا”.
وقد علقت روني على كلام الشركة وشككت بمسألة القيم فقط، وأشارت إلى أن الكيان الصهيوني بدأ بخسارة معركة الرأي العام.
حيث قالت:
“تمتلك إسرائيل حاليًا أفضلية صافية تبلغ 3٪ فقط بين الديمقراطيين والناخبين الذين يميلون إلى الديمقراطيين الأمريكيين، منخفضة من 31٪ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
فيما تعبر نسبة 15% عن أصوات ناخبين أمريكيين داعمين للفلسطينيين.
كما أشارت روني إلى استطلاع منفصل تم عام 2019، جاء فيه:
“على الرغم من أن معظم الأمريكيين لم يسمعوا أبدًا عن حركة المقاطعة، إلا أن 48٪ من الديمقراطيين الذين كانوا على دراية بها وقالوا إنهم يدعمونها.”
كما قال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين في هذا الاستطلاع:
“نعارض القوانين التي تعاقب الأشخاص على المشاركة في المقاطعة.”
بينما أشارت روني إلى مسألة أخرى مثلت ورقة ضغط لانسحاب الشركة، وهي ورقة الحرب في غزة في مايو 2021 والتي خلفت 253 فلسطينيا.
وختمت روني مقالها المهم جدا، قائلة:
“تغيرت المشاعر العامة بين مجموعة من الناخبين الأمريكيين – بما في ذلك العديد من اليهود الأمريكيين – الذين اعتادوا أن يكونوا من أشد المؤيدين لإسرائيل، حيث يديرون ظهورهم بشكل متزايد للدولة اليهودية”.
فيما أكدت روني على أمر مهم وخطير آخر وهو اعتقادها بأن هناك شركات أمريكية أخرى ستحذو حذو بن آند جيري.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية