أقل من أسبوعين تفصلنا عن نتائج الانتخابات الأمريكية، إلّا أن هناك تقارير أشارت إلى أن بوتين يشعر بالقلق من رئاسة بايدن .
ويبدو أن هذا القلق مُبررا إلى حد ما في الوقت الحالي، خاصة إذا لاحظنا الموقف الأمريكي الحالي من روسيا.
حيث أن السياسة الخارجية الأمريكية الحالية في عهد ترامب لم تولي اهتماما كبيرا بالشأن الروسي.
على الرغم من الانتقادات الصارمة أو بعض العقوبات المفروضة خلال السنوات الأربع الماضية.
وقد أشار بعض الخبراء المهتمين بدراسة انتخاب بايدن إلى إمكانية زيادة التوترات بين واشنطن وموسكو.
حيث تذرعوا ببعض الأمور المهمة على صعيد الموقف الروسي، والتي قد تفسر قلق بوتين من ولاية بايدن، وهي:
أولا. ما زالت روسيا تخضع لعقوبات دولية على صعيد بعض القطاعات الرئيسية والمسؤولين الروس المقربين من بوتين.
خاصة بعد حادثة ضم روسيا لمنطقة شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014.
الأمر الثاني يتعلق باتهام روسيا في التدخل بالانتخابات الأمريكية في عام 2016.
أما الأمر الآخر فهو الإبلاغ عن تورط روسيا بهجوم بغاز الأعصاب في المملكة المتحدة في 2018.
ومن جهته قال أندريوس تورسا، مستشار أوروبا الوسطى والشرقية في شركة Teneo Intelligence:
“إن فوز بايدن من شأنه أن يحسن العلاقات عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا، ولكن هذا لا يعني أن الأمور ستكون إيجابية بشكل كبير بالنسبة لروسيا”.
حيث استشهد تورسا بالتاريخ الطويل من العلاقات غير الموثوقة والمتوترة بين الكرملين والديمقراطيين الأمريكيين.
وفي مذكرته المنشورة يوم الجمعة أكيد تورسا على أن بايدن يحافظ منذ فترة طويلة على موقف متشدد تجاه إدارة بوتين.
كما وأشار إلى التاريخ المتوتر بين بايدن وروسيا على أثر الأزمة الأوكرانية أثناء تولي بايدن منصب نائب الرئيس.
وقال إن خطر فرض عقوبات جديدة قد يزداد أيضًا، بالنظر إلى مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
بصيص أمل على الرغم من أن بوتين يشعر بالقلق من رئاسة بايدن:
وفي الناحية المقابلة فقد استبعد لتيموثي آش -كبير محللي الأسواق الناشئة في Bluebay Asset Management- فرض العقوبات المباشرة في حال تولي بايدن.
وأكد على أن الإدارة الأمريكية ترغب في الإبقاء على علاقة تجارية جيدة مع روسيا للحفاظ على المصالح الاستراتيجية لأمريكا.
وأشار إلى الإيجابية في حديث بايدن حينما أكد على أنه يرغب في رؤية تمديد للمعاهدة الرئيسية لتخفيض الأسلحة النووية بين الولايات المتحدة وروسيا.
بل يزداد بصيص الأمل في هذا الجانب إذا ما درسنا توجه روسيا التي ترغب في الحد من التسلح في ظل رئاسة بايدن.
وحتى مع انتقاد بوتين لبايدن فيما أسماه “الخطاب الحاد المناهض لروسيا”، إلا أن بوتين أشاد برأي بايدن حول معاهدة أسلحة جديدة أو تمديد معاهدة.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية