ها قد وصل التضخم إلى مستويات مرتفعة في أمريكا، وهو ما سيكون مربكا للجميع، وفيما يلي سنشير إلى كيفية تسبب بيانات مؤشر التضخم الأمريكي في رفع أسعار السلع الصينية ورفع أسعار الفوائد عما قريب وفقا لمقالة أخيرة على صفحات بلومبيرغ.
لقد ارتفعت مستويات التضخم عن المستويات المطلوبة (2%)، وهو ما سيقود سلعا أساسية إلى الارتفاع بشكل كبير، وأهمها:
الحديد، والنحاس، والأخشاب، والقطن، ورقائق الكمبيوتر، والبنزين.
كما ستعاني أمريكا من مشكلة ضعف الدولار، وهو ما سيجعل الواردات ذات تكلفة أعلى.
بينما يتمثل جزء من المشكلة في الحل الذي تقوم به أمريكا، والمتمثل بالإنفاق الكبير، الذي يزيد من توقعات حجم التضخم.
خاصة وأن أمريكا تقف اليوم أمام اكبر ارتفاع في أسعار المستهلكين منذ الأزمة العالمية السابقة.
الجزء الآخر من المشكلة الكبيرة يكمن في إتاحة الفرصة للصين برفع أسعار منتجاتها:
إذا كان من أوردناه نصف المشكلة، فإن بقية المشكلة يكمن في قدرة المصنيعين الصينيين على تمرير تكاليفهم المرتفعة إلى جميع أنحاء العالم، في ظل العجز الأمريكي على التصنيع في ظل ما يعانونه، وتحديدا لأن المصنعين الأمريكيين يقفون أمام مشاكل كبيرة،، أهمها:
-
نقص المواد الانتاجية، وانخفاض المخزون من المواد.
-
ارتفاع أسعار النفط التي أدت إلى ارتفاع أسعار المستهلكين وهو المؤشر الخطير الذي يدفع التضخم إلى مستويات كارثية تذكرنا بثمانينات القرن الماضي.
-
ارتفاع أسعار السلع الذي سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشركات من حيث الأجور، والتي تتجه نحو الارتفاع بعد انخفاض شهية القوى العاملة في العمل.
حيث انخفضت تلك الشهية بسبب السخاء في إعانات البطالة الحكومية (التي وصلت إلى 31% من الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من عام 2020).
حيث سيؤدي كل ما ذكر آنفا، إلى أمر آخر سنشعر به جميعنا في مختلف أنحاء العالم، وهو تمرير التكاليف المرتفعة إلى العملاء عن طريق السلع والخدمات المختلفة.
وقد قال نويل والاس الرئيس التنفيذي لشركة كولجيت:
“ستظل الزيادة في الأسعار عنصرا مهما بينما ننظر إلى النصف الثاني من العام”.
بينما قال بول جاكوبسون المدير المالي لشركة جنرال موتورز:
” إن متوسط سعر الصفقة في شركة صناعة السيارات ارتفع بنسبة 9٪ على أساس سنوي في الربع الأول”.
كيف ستنعكس المشاكل التضخمية على المشهد الاقتصادي العالمي؟
هذه المشاكل التضخمية ستنعكس على أمرين رئيسيين:
-
الأول الداخل الأمريكي كأسعار وتكاليف.
-
بينما سيتمثل الآخر في الفرصة التي ستتخذ شكل الفرصة للقوى الصينية بعد تراجع القوى التنافسية الأمريكية.
بصيص الأمل في بيانات مؤشر التضخم الأمريكي الأخيرة : تطمينات الفيدرالي ورفع أسعار الفوائد:
يبقى التفاؤل بالتصريحات الخاصة بمسؤولي الفيدرالي الأمريكي الذين أكدوا على أن البيانات لا تتم قراءتها بهذا الشكل السوداوي.
حيث قال جيروم باول:
“إن التضخم أمر مؤقت، وأن الاقتصاد سيعاود الاتزان بعد مقابلة العرض والطلب بالشكل المعهود”.
ولكن النتيجة الأقرب الآن إلى الواقع تتمثل في اقتراب الفيدرالي الأمريكي من رفع أسعار الفوائد، بعد التوقعات الجامحة للتضخم.
حيث يرى بعض المحللين بأن الفيدرالي الأمريكي يجب أن يقوم بأمور فعلية على أرض الواقع بدلا من الطمأنة الكلامية المخيفة فحسب.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية