قام الاسرائيلي المركزي برفع الفائدة على الشيكل للمرة الثالثة على التوالي بعدما كانت الفائدة تقف عند 0.10% لمدة عامين ماضيين، وفيما يلي سنقدم تحليلا حول تأثير رفع الفائدة على الشيكل وأسباب توقعات ارتفاع الدولار في المستقبل القريب وتحديدا خلال الشهر الحالي.
لقد تم رفع سعر الفائدة على الشيكل بمقدار نصف نقطة مئوية كما كان متوقعا، لتصل الفائدة بذلك معدل 1.25%.
وتوقع المحللون على مدار الاسبوع الماضي هذا الحجم من الزيادة، وذلك لمكافحة التضخم الذي وصل إلى 4.1%.
بينما قال كبير المحللين الاستراتيجيين في بنك هبوعليم ، مودي شافرير في وقت سابق من هذا الاسبوع:
“بعد اجتماع يوليو ، حددت السوق أن بنك إسرائيل سيرفع سعر الفائدة إلى ما يزيد قليلاً عن 3٪ في العام المقبل وسيستقر إلى حد ما عند هذا المستوى”.
يُذكر أن هناك ثلاثة اجتماعات للمركزي الاسرائيلي هذا العام في شهر 8-10-11 القادمات.
تأثير رفع الفائدة على الشيكل بعد عملية رفع اسعار الفائدة:
يتحدث المحلل الفني سامر المصري من شركة AVATRADE أن هناك احتمالية انخفاض سعر صرف الشيكل إلى مستويات 3.47-3.46 شيكل للدولار الواحد.
بينما يرى المصري أن سعر صرف الدولار سيتجه نحو اختراق حاجز 3.50-3.52 شيكل.
أما فيما يتعلق بالتحليل الأساسي فهناك أسباب تقتضي ارتفاع الدولار الأمريكي وهي على النحو التالي:
أولا. ارتفاع سعر الفائدة على الدولار الأمريكي نهاية الشهر الجاري:
يجتمع الفيدرالي الأمريكي نهاية هذا الشهر لرفع اسعار الفائدة على الدولار للمرة الرابعة على التوالي.
حيث ينتظر الفيدرالي مسار التضخم الذي أعطى قراءات سابقة بأن هناك احتمالية أنه قد وصل إلى حده الأقصى.
وفي هذه الحالة فإن الزيادة المتوقعة تقدر بمقدار 75 نقطة اساس، لتصل الفائدة بذلك 2.25%.
وهذا يعني أن الفجوة بين الفائدتين الفيدرالية والاسرائيلية ستكون لصالح الدولار الأمريكي الذي سيجد نفسه أمام احتمالية ارتفاع واختراق 3.60 بشكل أقوى.
ثانيا. الركود الاقتصادي العالمي والأوروبي بشكل خاص:
يندفع العالم إلى الركود الاقتصادي بفعل الفوائد التي ترتفع حول العالم لمعالجة التضخم العالمي، وهو ما يجعل من الدولار ملاذا آمنا أيضا.
وهذا ما يزيد من احتمالية ارتفاع الدولار بالشكل التقليدي وتحديدا خلال الأزمات الاقتصادية.
ثالثا. أداء الأسواق المالية المحتملة في ظل شهر الإفصاحات:
يتوقع أن تبدأ شركات الوول ستريت بالإفصاح عن بياناتها، أو الإدلاء ببيانات اقتصادية تشير فيها إلى توقعات اداءها المالي السابق والمتوقع مستقبلا.
وبالرجوع إلى النقطة الماضية، والتي تتعلق بالركود الاقتصادي، فإن الشركات قد تسجل أداءا مترهلا قد يؤثر سلبا على السوق المالي.
حيث أنه ووفقا للعلاقة النمطية، فإن تراجع الاسواق المالية يدفع المستثمرين المؤسساتيين إلى الاقبال نحو الدولار للتحوط ضد استثماراتهم الأجنبية.
وبالتالي فإن الدولار سيكون أمام فرصة للارتفاع مقابل الشيكل الذي سيكون ضمن المراكز القصيرة (مراكز التخلص من الشيكل).
رابعا. اداء سوق العمل الاسرائيلي الجيد الذي يعطي فرصة أفضل لعلاج التضخم في اسرائيل:
معدل البطالة في اسرائيل ينخفض إلى 3% في النصف الأول من الشهر الماضي منخفضا من نسبة 3.4% التي كان عليها في النصف الثاني من شهر ايار.
كما ارتفع متوسط الراتب الشهري في اسرائيل كما في شهر نيسان يرتفع بنسبة 3.8% عن نفس الفترة من العام الماضي.
حيث بلغ متوسط الراتب الشهري 12,061 شيكل، وقطاع التكنولوجيا يهيمن بمتوسط راتب شهري قيمته 26,937 شيكل رغم انخفاضه عن 30 الف كمتوسط كان قد وصله في اذار من العام الجاري.
تم الاستناد إلى المواقع التالية والمحللين الحصريين لموقع كواليس المال في اعداد هذا المقال التحليلي:
المحلل الفني سامر المصري من شركة avatrade
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية