تم تحرير سفينة قناة السويس العالقة يوم الإثنين بجهود جبارة لتخليص أكثر من 220 ألف طن بوقت قياسي، إلا أن تأثير سفينة قناة السويس السلبي على التجارة العالمية سيستمر لأشهر.
حيث حذر الكابتن أندرو كينزي يوم الاثنين من أنه وعلى الرغم من إطلاق سراح إيفر جيفن، لكن تأثير السفينة التي أغلقت قناة السويس سيظل ملموساً لأشهر قادمة.
وقد قال كينزي، كبير مديري المخاطر البحرية في أليانز، في برنامج “الأخبار مع شيبرد سميث” على قناة CNBC:
“الأمر لن يقف عند ذلك فحسب”…
“تذكروا تماما أن هذه السفينة تحمل عشرات الآلاف من حاويات البضائع، وحاويات فارغة لإعادة توزيع الإمداد العالمي للحاويات”.
كما أضاف:
“لذلك مع هذا التأخير، سنشهد تأخرًا في الوصول وبعد ذلك سنشهد زيادة في موانئ معينة، بينما تظهر هذه السفن بعد ذلك”.
حيث أشار كينزي إلى تأخر في حركة بضائع هذه السفينة، والسفن الأخرى العالقة دام لستة أيام.
وهو إغلاق غير معهود في عالم التجارة، حتى مع إغلاق الموانئ الأخرى خلال فترات الإغلاق السابقة لمواجهة الفايروس.
وقد قال أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس:
“هناك 113 سفينة على الأقل من بين أكثر من 420 سفينة انتظرت الإفراج عن السفينة من المتوقع أن تعبر القناة صباح الثلاثاء”.
حيث عقب كينزي على كلام أسامة ربيع قائلا:
“هذه السفن كفيلة للقول بأن تأثير سفينة السويس سيظهر في الأشهر المقبلة”
أما عن الآثار الجانبية التي ستظهر في الشهور المقبلة، فقد قال خلال مقابلته:
“تذكروا أن السفينة تحمل بضائع جاهزة، وقطع لتصنيع السلع الأخرى”.
وأضاف:
“قد يؤدي ذلك إلى تفاقم النقص المستمر في الرقائق الذي يعيق الانتاج التكنولوجي، بدءً من الألعاب وحتى صناعة السيارات.”
وقد استشهد كينزي بحجم التجارة اليومي الذي يمر عبر هذه القناة، ومدى تأثير تأخره الذي سيظهر خلال الأيام القادمة.
حيث تقدر Lloyd’s List حجم البضائع الذي يمر عبر هذا الممر المائي البالغ طوله 120 ميلا، بأكثر من 9 مليارات دولار من البضائع.
بينما أكد كينزي الذي أبحر في السويس أكثر من اثنتي عشرة مرة، على ضرورة مراقبة سلامة سفن الشحن ومتابعتها للمضي قدمًا.
حيث قال:
“نحن أمام ضرورة الحديث عن التأكد من توفر هامش الأمان وسلامته من قبل شركات الشحن في الوقت الحالي”.
كما ختم قائلا:
“يجب التفكير بالأمان بشكل أكثر من التفكير في حجم سلاسل التوريد بالشكل الكامل”
بينما قال دوجلاس كينت، نائب الرئيس التنفيذي للاستراتيجية والتحالفات في جمعية إدارة سلسلة التوريد لنفس القناة في برنامج آخر:
“قد نحتفل بنجاح الإفراج عن السفينة وفتح قناة السويس ، لكن هذه ليست نهاية القصة”.
بينما قال ستيفن فلين، أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث إيسترن:
“هذا المستوى من الاضطراب يظهر أثره السلبي بعد كل 24 ساعة”.
حيث تشمل الآثار غير المباشرة الازدحام في الموانئ وكذلك عدم وجود السفن في المكان المناسب لرحلتهم التالية المقررة.
بل إن الأهم من ذلك، أن هذا الازدحام سيؤدي إلى تفاقم سلاسل التوريد التي تعاني بالفعل من نقص الحاويات التي تعاني من مشاكل سابقة اساسا.
فيما أكد فلين، وهو أيضًا المدير المؤسس لمعهد المرونة العالمية إلى تحدٍ آخر:
“قد لا تستطيع الموانئ الصغيرة استيعاب تعارضات الجدولة الناتجة عن الازدحام المروري في قناة السويس”.
يذكر أن السفينة العملاقة والتي يبلغ طولها 400 متر، قد تم تحريرها، من خلال أسطول من زوارق القطر، بمساعدة المد والجزر يوم الإثنين.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية