تحسن سعر صرف الدولار الأمريكي نوعا ما خلال ساعات التداول الصباحية ليوم الاثنين تحسنا أمام عملة الشيكل في الأسواق الفلسطينية، وذلك قبل ساعات من بدء اجتماعات الفيدرالي الأمريكي الممتدة عبر يومين بدءاً من الغد الإثنين.
ومن المقرر أن يبحث المستثمرون في هذه الاجتماعات عن أية أدلة حول المقدار المتوقع لرفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي ومتى سيبدأ.
وقد قال بنك جولدمان ساكس يوم أمس الأحد:
“نتوقع بشكل أساسي أن يرتفع ِأسعار الفائدة اربع مرات هذا العام”.
بينما يرى البنك بأن هناك خطراً من أن يشهد الاقتصاد ارتفاعا في معدلات التضخم خلال شهور العام الحالي.
كما قال هولجر شميدنج ، كبير الاقتصاديين في Berenberg :
“تتوقع البنوك الاستثمارية أن يكون هناك أربع مرات لرفع اسعار الفائدة، بمقدار 25 نقطة اساس كل مرة”.
بينما أكد على خطورة زيادة أسعار الفائدة بأكثر من هذه المرات، وذلك حتى لا يتسبب ذلك في حدوث صدمة للاسواق المالية.
كما وقال:
“لن تعرقل هذه الارتفاعات الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية”.
وقبل هذه الاجتماعات المُنتظرة فإن سعر صرف الدولار الأمريكي قد شهد تحسّنا أمام الشيكل ليسجل 3.1662 في ساعات بعد الظهيرة.
وقد يمثل هذا الشهر، أي شهر شباط/فبراير، آخر شهر من الشهور الممتدة على مدار عامين تقريبا من الفائدة الصفرية.
لتنتقل الاسواق إلى معدلات فائدة إيجابية، ستدفع المستثمرين نحو الودائع أملا بعوائد أكثر استقرارا مقارنة بأداء الأسواق المالية.
حيث تراجعت أسواق المال بالجملة، وتحديدا القطاع التكنولوجي، خاصة بعد العديد من التوقعات المتشائمة للأداء في الفترات المقبلة.
هل هذه ارتفاعات دائمة؟
إلا أن هذه الارتفاعات السعرية الصاعدة نوعا ما، يجب أن تؤخذ بعين المتفحص، حرصا على عدم التسرع في اتخاذ القرارات.
حيث أن هذه الارتفاعات تعبر عن ارتدادات سعرية تستبق ما سيخرج من تصريحات وأحاديث عن مسؤولي الفيدرالي في الغد وما بعد الغد.
وفي النتيجة؛
فإن تحسن سعر الدولار الأمريكي يتجه شيئا فشيئا نحو نطاق مأمول وهو نطاق 3.20.
وهو النطاق الذي يحتاج أن يصله، وأن يستقر عنده بعض الوقت ليتجه صعودا إلى مستويات أعلى في الشهور التي سيحدث فيها رفع الفائدة وتحديدا بعد شهر آذار القادم.
وهو ما يمكن أن يستفيد منه المواطن في حالة التحويل من الدولار إلى الشيكل أو العكس، من خلال التدرج في التحويل بين العملتين.
ملاحظة هامة جدا:
إن التحليل السابق يعبر عن تحليل أساسي، يعتمد على تقصي الأخبار وتحليلها واستشرافها.
ولا يعبر عن التحليل الفني الذي يعتمد على استخدام آليات محددة للتنبؤ، والذي يتبعه المختصون في تحليلاتهم وإعطائهم للنصائح وبنائهم للمراكز المالية بعيدا عن نصيحة التدرج.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية