كثيرة هي الأسئلة حول تحليل سعر الدولار الأمريكي ، وهي أسئلة مشروعة، وهناك إجابات عديدة لها، فمنها ما يعود للفني أو للأساسي، فالتحليل الأساسي هو ما يتتبع البيانات الاقتصادية والمتغيرات العالمية ذات العلاقة بالاقتصاد، والفني ما له علاقة بتحليل أداء التداول بمعايير معينة ومحددة، مبنية على التجارب والخبرات السابقة.
ولكن وخلال الفترات الماضية، كانت كل التحليلات ،أو معظمها لنكون واقعيين، كانت تفشل مع تحليل سعر الدولار الأمريكي ، سواء الفني أو حتى الأساسي من التحليلات.
وهنا حتى ننصف التحليل كتحليل، فإننا يجب التفريق بين التحليل كعلم بأسس وقواعد ومعطيات رسمية، وبين المحلل المحترم، أو المدعي، أو المبتدأ.
فإن أخطأ المحلل بقصد أو من غير قصد، فإن التحليل يبقى تحليلا راسخا بالعلم وصامدا بالخبرات.
أما التحليل الأساسي الآن لاستقراء دولار منخفض، فإنه لن يجدي نفعا كثيرا مع الدولار القوي، الذي استطاع تحمل الكثير من التراهات، منذ أن كان السعر منخفضا عند مستويات 3.10 ومن قال أنه ذاهب لمساواة الشيكل بالقيمة.
ولك أن تتخيل كمية ما يتحمله الشخص العاقل أثناء الاستماع إلى تحليلات لا مجال لها سوى الضحك والإمتاع، أو حتى الإغاظة.
ولكن وحتى نريح المستمع والمتابع من العناء، فإليك إجابة سؤال عنوان المقالة:
فالبيانات الاقتصادية التي تصدر عن الجانب الأمريكي باستثناء قراءة التضخم (مؤشر اسعار المستهلكين)، لن تكون مهمة في ظل مشاكل الشيكل، أو حتى قوة الدولار.
أما البيانات الاقتصادية الأخرى، فهي مهمة للمتابعة، ولكن أن تضعف الدولار، فهي لن تكون بهذا الشكل أو التصور.
وبالنسبة لانخفاض الدولار من 3.80 إلى 3.76، وهي 400 نقطة، بل وحتى وإن انخفض 4000 نقطة فكالعادة لن تتحرك ولن تستفيد، للأسباب التالية:
ليس لديك نقطة بيع او شراء محددة.
غياب القناعة أو الاقتناع بمقدار ربح محدد.
متابعتك العشوائية للتحليلات.
القاء أعباء التحليل على الآخرين، وطلب التحليل المجاني، وهو الأمر غير العقلاني أبدا.
وفي النتيجة؛
لسنا نطبل لدولار قوي، ولكن الدولار يبقى دولار، ويبقى الجميع وللأسف راضخ للدولار بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية