على الرغم من أن كورونا هو أسوأ ما حدث للبشرية في التاريخ المعاصر، إلا أنه قد يحمل بُشرى سارة وذلك بعد الأخبار التي أشارت بأن تقنية mRNA ستقهر فايروس كورونا ومرض السرطان .
حيث سرّع فايروس كورونا من العمل على إنتاج اللقاحات، وهو ما يمكن أن يكون فجرا مشرقا للقضاء على الكثير من الأمراض المستعصية، وأهمها مرض السرطان والذي يتكفل بالقضاء على عشرة ملايين شخص سنويا.
ويشير العلماء إلى أن تقنية mRNA والتي تم استخدامها في لقاحات كورونا، عانت الكثيرَ من التهميش في الماضي.
حيث لجأت لقاحات كورونا إلى هذه التقنية، والتي تقوم بتوجيه الجسم إلى صنع البروتينات، لمحاربة الأجسام الغريبة.
كما بات يُنظر لهذه التقنية اليوم، بأنها وسيلة فعّالة لإتاحة الفرصة أمام الجسم لصناعة البروتينات اللازمة للقضاء على أمراض استعصت كثيرا على العلم.
فبعدما كان الأمر قاصرا على استخدام مواد كيميائية مختلفة، وزراعة للخلايا لمحاربة مرض السرطان، أصبح الأمر مختلفا الآن.
حيث اختصرت الشركات تلك العملية المعقدة في كيفية تصنيع البروتين اللازم من قبل الجسم لمحاربة الأجسام المريضة.
كما تؤكد الشركات على أن استخدامها لهذه التقنية يجعل الأمر آمنا وراثيا في تصنيع ذلك البروتين.
وقد شعر الباحثون منذ السبعينيات بإمكانية استخدام تلك التقنية، إلا أن كورونا سرّع من ترسيخ ذلك الشعور.
فقام المنظمون بضخ المليارات من الدولارات في تلك التقنية، سعيّا لإنتاج أي لقاح فعّال خلال أقل من عام.
ويمكن الإشارة بالفضل إلى دراسة تمت في ثمانينات القرن المنصرم حول تلك التقنية.
حيث قامت قدمت العالمة المجرية “كاتلين كاريكو” سنوات من عمرها لدراسة تقنية mRNA لمحاربة مرض السرطان.
إلا أن كاتلين وكغيرها من العلماء الذين تمت محاربة محاولاتهم، واجهت توقيفا لتمويل مشروعها في التسعينيات.
وقد قام ديريك روسي من جامعة ستانفورد بقراءة جهود تلك العالمة في بداية القرن الحالي، وهو الشخص الذي شارك في تأسيس شركة موديرنا.
وهو ما قام به العالمان الأتراك “أوجور شاهين” وزوجته “أوزليم توريسي”، واللذان قاما بتأسيس شركة بيونتك.
حيث قام هذان العالمان باستخدام تقنية mRNA في محاولاتهم لمعالجة مرض السرطان، لإجراء هندسة عكسية لاستهداف الأجسام المسرطنة.
إلا أن جهود أوجور وأوزليم لم تظهر على السطح من دون فايروس كوورنا، والذي تكفلّ بضخ المليارات في تلك التقنية.
وذلك بعدما استسلم العالم لأية محاولة جادة للقضاء على هذا الفايروس المعدي والخطير.
نعم! يبدو إن المصيبة التي نتجت عن فايروس كورونا للعالم، ستكون بمثابة إعادة الاعتبار لتلك العالمة المجرية.
حيث باتت الكثير من الأصوات اليوم تشير إلى ضرورة منح تلك العالمة جائزة نوبل، بعد ذلك الظلم والإجحاف الذي تعرضت له.
كما أن الحديث عن أن تقنية mRNA ستقهر فايروس كورونا ومرض السرطان ستتكفل لها بالمزيد من الشرعية.
إضافة إلى المزيد من المليارات من قبل رؤوس الأموال والذين باتوا ينظرون إلى الصحة بمثابة مورد مالي مثمر.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية