سواءٌ أعجبتك أم لم تعجبك، أو سواءٌ قد اقتنعت بها أم لم تقتنع، فإن العملات المشفرة قد أحدثت الشيء الكثير في عالم المال والتكنولوجيا والطاقة على حد سواء، إلا أن أحد الأكاديميين حذر من أن عملة البيتكوين ستتلاشى قريبا (في المستقبل القريب حسب قوله).
حيث قال “إسوار براساد” الأستاذ الأول في سياسة التجارة الدولية بجامعة كورنيل، في أحدث لقائته عبر قناة CNBC:
“سنشهد تلاشي عملة البيتكوين قريبا أو في المستقبل القريب بحسب الترجمة”.
بينما ربط تكهناته الخاصّة، بالعديد من العوامل التي تحدث لدى هذه العملة، وعلى رأسها مسألة التقلبات الشديدة.
فقد أشار إلى تعرض البيتكوين إلى تقلبات شديدة، سواءٌ على مستوى شهري أو سنوي.
ويكفي أن تعلم بأن الخسائر التي تتعرض لها هذه العملة تتجاوز حاجز العشرة آلاف دولار.
وهو ما حدث للبيتكوين الشهر الماضي؛ حينما انخفضت من حوالي 58000 دولار إلى أقل من 46000 دولار.
أما عن العامل الثاني المساند لتوقعات “براساد”، فيتعلق بالطاقة والتأثيرات البيئية المحتملة.
فهناك اليوم المئات من العملات المشفرة، بحسب رأي “براساد”، أكثر فائدة وأكثر صداقة للبيئة من البيتكوين.
بل لقد قال “براساد”، وهو أحد الخبراء في التمويل الرقمي، ومؤلّف كتاب “مستقبل المال: كيف تقوم الثورة الرقمية بتحويل المال والتمويل”:
“إن استخدام البيتكوين لتقنية blockchain ليس فعالاً للغاية”.
حيث يرى بأن هذه التقنية تعمل على تدمير البيئة، نظرا للطاقة المستهلكة، وذلك بقوله:
“تعد البصمة الكربونية لعملة البيتكوين أكبر من البصمة الكربونية لنيوزيلندا بأكملها”.
بينما لا يرى أنها تقنية قادرة على التطور بشكل جيد للغاية.
أما عن العامل الثالث من وجهة نظر “براساد”، فيتعلق بالموثوقية كوسيلة تبادل.
حيث قال براساد:
“بالنظر إلى أن عملة البيتكوين لا تخدم بشكل جيد كوسيلة للتبادل، فإنني لا أعتقد أنه سيكون لها أي قيمة أساسية بخلاف ما يقودها إيمان المستثمر”.
ولكن “براساد” يرى في العملات الرقمية فوائد كبيرة، خاصّةً فيما يتعلق بحث الجميع على التفكير بالرقمنة التكنولوجية، والتمويل الرقمي (اللامركزي).
كما يرى بأنها وسيلة مفيدة جداً، إذا ما تم إحسان استخدام، لأنها قد توفر خيار دفع منخفض التكلفة يمكن للجميع الوصول إليه، وبالتالي زيادة الشمول المالي وربما الاستقرار المالي.
بينما ختم “براساد” قوله:
“بقدر ما قد لا تعجبك عملة البيتكوين، فقد أحدثت بالفعل ثورة قد تفيدنا جميعاً بشكل مباشر أو غير مباشر”.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية