يتحدث مراقبو الصناعة عن تهديد جديد على صعيد التجارة العالمية، وهو تهديد يرفع تكاليف الشحن بشكل كبير، يتمثل في الأمور الرئيسية التالية:
-
مواصلة قيود السفر في ظل الإغلاقات المستمرة في مختلف أنحاء العالم.
-
سلوك الصينيين في استعادة حاويات الشحن الخاصة بهم.
-
انتظار الشركات لأسابيع لاستلامهم حاوياتهم.
-
دفع التجار لأقساط الأرضية التراكمية.
لقد أدى حجز الحاويات في الموانئ إلى نقص حاد في الحاويات المتاحة، وبالتالي التسبب في ارتفاع تكاليف الشحن.
حيث يشير المراقبون إلى أن الوباء المستمر، والانتعاش الاقتصادي غير المتكافئ، أدى إلى ظهور هذه المشكلة في آسيا تحديدا.
كما أشاروا إلى أن تأثير هذه الأمور سيقع على كل من يحتاج إلى شحن البضائع من الصين، وخاصة شركات التجارة الإلكترونية والمستهلكين، الذين قد يتحملون وطأة التكاليف المرتفعة.
وقد قال مارك ييغر، الرئيس التنفيذي لشركة Redwood Logistics، لشبكة CNBC:
“ارتفعت أسعار الشحن من الصين إلى الولايات المتحدة وأوروبا بنسبة 300٪.”
وأضاف:
“إن الأسعار الفورية تصل إلى حوالي 6000 دولار لكل حاوية مقارنة بالسعر المعتاد البالغ 1200 دولار.”
كما اشتكت العديد من الأطراف من سلوك الصينيين الحاد فيما يتعلق بمسألة استعادة الحاويات الفارغة بعد النقص الحاد لديهم.
وتكمن المشكلة في أن الصين قامت بالتصدير إلى أمريكا واوروبا أكثر من 180 مليون شاحنة، وهو ما جعل الكثير من الحاويات متواجدة في المكان الخطأ.
وهذا ما سيزيد من أعباء تكاليف الحاويات المتواجدة، وارتفاع تكاليف النقل للسلع التي سيتم صناعة حاويات جديدة لها.
كما يؤكد المحللون على أن هذا تهديد يرفع تكاليف الشحن وتحديدا على سلع معينة، حيث يقولون:
“سيتأثر تجّار التجزئة في التجارة الإلكترونية الذين يعرضون السلع الاستهلاكية تحديدا، وكثير منها مصنوع في الصين”.
وقالت المصادر المطلعة بأن هذا لا يقتصر على الصين؛ حيث أن الإغلاقات المستمرة تسببت بنفس المشكلة لدى ألمانيا والنمسا والمجر.
حيث أكدت شركة Ikea بدورها على خطورة هذا الوضع ووصفته بأنه أزمة عالمية جديدة، حينما قالت عبر صفحتها على الفيس بوك:
“أدت الزيادة في الطلب في جميع أنحاء العالم على الخدمات اللوجستية في هذا الوقت إلى نقص عالمي في حاويات الشحن، والموانئ البحرية المزدحمة، وقيود القدرة على السفن، وحتى إغلاق أسواق معينة”
إلا ان شركة Cainiaok الذراع اللوجستية لشركة علي بابا، أطلقت خدمة حجز الحاويات الأسبوع الماضي، مشيرة إلى النقص العالمي.
وقالت:
“ستغطي خدماتنا أكثر من 200 ميناء في 50 دولة، وستكون رسوم الشحن من ميناء إلى ميناء أرخص بنسبة 30٪-40٪”
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية