مستقبل توقعات أسعار الذهب حتى نهاية الربع الأول من العام 2025

إن كان هناك ما يميز الذهب، فهو أن أسعاره مرتبطة بالظروف السياسية والاقتصادية على حد سواء، وبعلاقة عكسية إلى حد كبير، وفيما يلي سأتحدث عن مستقبل توقعات أسعار الذهب حتى نهاية الربع الأول من العام 2025 .

وقبل البدء في المقال، يمكن لمن لا يريد الاستزادة من التفاصيل التوجه إلى أسفل المقالة وتحديدا بند النتيجة.

الذهب خلال عام 2024:

إن عدنا إلى بداية عام 2024، فإننا سنلاحظ تأثر الذهب بأمرين اثنين رئيسين، هما:

  • التوترات السياسية على البحر الأحمر التي بدأت منذ شهر نوفمبر عام 2023 وما زالت مستمر (علاقة طردية مع الذهب)

  • الآمال بتخفيض الفوائد من قبل الفيدرالي بمقدار ثلاث مرات (العلاقة عكسية تماما بين الفوائد والذهب).

وقد كان للذهب ما أراد، حينما ارتفع بنسبة 19% تقريبا منذ بداية العام وحتى شهر مايو/أيار من العام الجاري.

حيث ارتفع من مستويات 2047 دولارا إلى 2430 دولارا، قبل أن يتراجع إلى مستويات تراوحت بين 2300-2350 دولارا.

وإن كان هذا ما حدث مع الذهب حتى اجتماع الفيدرالي الرابع للعام الجاري (شهر يونيو)، فإن الذهب الآن يتجهز لرحلة سعرية مختلفة.

مستقبل توقعات أسعار الذهب حتى نهاية الربع الأول من العام 2025 :

سأناقش مستقبل الذهب من المنظورين السياسي والاقتصادي وفقا للترتيب الزمني المتوقع، على النحو التالي:

أولا. الاضطرابات السياسية والجيوسياسية:

على الرغم من أن ظروف انتهاء الحرب في غزة والتوترات السياسية ما زالت فرص انتهاؤها غير واضحة المعالم، إلا أن المساعي الأميركية والإقليمية تشير إلى أن “اتفاقية سياسية ما” تُطبخ على نار هادئة بهدف إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن، وتحديدا قبل شهر يوليو/تموز القادم والذي يحمل أول مناظرة سياسية بين ترامب وبايدن.

وبناء على ذلك، فإنه ومع الأمل بانتهاء الحرب في غزة، فإن أية أخبار عن هدنة ما، أو الإعلان عن صفقة ما، سيكون أحدها بمثابة ضربة سلبية للذهب، لأنه سيفقد أول قواعده كملاذ آمن.

ثانيا. مستقبل الفوائد:

لم يعد خافيا على أحد أن الفيدرالي الأميركي سيبقي على الفوائد حتى شهر سبتمبر-أيلول من العام الجاري دون أي تغيير.

وذلك قبل أن يشرع بعد هذا الموعد (أيلول) في تنفيذ أول تخفيض للفوائد لمرة واحدة على الأقل، وبمقدار ربع نقطة مئوية.

وإذا افترضنا أن التضخم الأميركي، سيواصل انخفاضاته في القراءات القادمة وتحديدا القراءة التي ستسبق اجتماع شهر أيلول، فإن الذهب سيكون قد اقترب من أخبار سارة جدا.

حيث إن:

  • صدور قراءة تضخم منخفضة دون 3% لأول مرة منذ أكثر من عامين.

  • أو انخفاض الفائدة بشكل فعلي.

سيمثل أحدهما دفعا للذهب إلى مستويات تاريخية قد تتخطى بسهولة 2440 دولارا.

في النتيجة؛

فإن أسعار الذهب ستبقى مترنحة عند مستويات 2300-2350 دولارا وذلك حتى حدوث أحد الأمرين التاليين:

  • صدور أول قراءة جيدة للتضخم دون 3%.

  • بدء تخفيض الفوائد لأول مرة والمتوقع حدوثها في شهر سبتمبر القادم.

ووفقا لهذه التوقعات والترتيب الزمني للأحداث كما ذكر في المقالة، فإن انطلاقة الذهب الفعلية قد تبدأ في الربع الرابع من هذا العام، وحتى وقت ما خلال الربع الأول من العام 2024.

مجدي النوري مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية