على الرغم من ارتفاع أسعار الحديد منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي، إلا أنها ما زالت منخفضة عن المستوى القياسي الذي وصلت إليه في يوليو والذي وصلت فيه أسعار الحديد إلى 219 دولارا، وفيما يلي سنتحدث عن توقعات اسعار الحديد في المستقبل القريب.
لقد تراجعت العقود الآجلة لخام الحديد القياسي في الصين يوم الجمعة بأكثر من 5 ٪، وذلك وسط بطئ الإنتاج في مصانع الصلب في ظل القيود الحكومية المفروضة لمواجهة تفشي المتغير الجديد “أوميكرون”.
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الحديد الخام بعض الشيء، وتجاوزها حاجز المئة دولار، إلا أن هناك تراجعا في مستويات الحديد المستلمة من قبل الصين.
أما عن توقعات اسعار الحديد في الفترات القادمة، فإنها تعتمد على العديد من الأمور، وأهمها:
أولا. انتعاش سوق الطلب على الحديد من قبل الصين:
تشتري الصين ما يقرب من ثلثي إمدادات خام الحديد المنقولة بحراً، والتي تدعم أعمال كبار المنتجين للحديد.
وهو ما يمثل العامل الأول لانتعاش سوق الطلب على الحديد، والذي يبدو بأنه لم يتحسن حتى الآن.
حيث ما زالت الصين تتبع سياسة صارمة ومركزة في مواجهة انتشار الفايروس.
ثانيا. السيطرة على المتغير الجديد، وانخفاض أعداد الإصابات:
شهد خام الحديد انخفاضا في الإنتاج والتجارة والشحنات بسبب جائحة كورونا عام 2020 وما تسبب به من انخفاض عالمي في الاستهلاك بشكل عام.
فانخفضت الأسعار إلى أدنى مستوى لها في عام 2020 عند 82.90 دولارًا في يونيو من ذلك العام، مقارنة بمستويات 119.58 دولارًا عن نفس الفترة عام 2019.
وهذا يعيدنا إلى مربعٍ مشابه بعض الشيء لما جرى عام 2020، إذا ما أخذنا متغير أوميكرون بعين الاعتبار.
إلا أننا لا نرجح أن تكون المسألة بنفس الحدة، نظرا لتواجد اللقاحات، وانطلاق الشركات من نقطة غير صفرية مثلما حدث في بداية الجائحة.
ثالثا. عودة الانتاج ولكن بالشكل التقليدي:
يبدو أن النقاط ترتبط مع بعضها البعض؛ فانتعاش سوق الصين مرتبط بالسيطرة على المتغير، وكلاهما سيؤديان إلى عودة الإنتاج بشكله الطبيعي.
حيث يدخل الحديد كعنصر أساسي في صناعات الصلب العالمي، ابتداء بالبنية التحتية وصولا إلى الصناعات التحويلية والنهائية.
رابعا. أوضاع كبار المصدرين لخام الحديد:
هناك ملاحظة يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي ربط عودة الإنتاج بتحسن أوضاع كبار المصدرين.
حيث يشهد العالم مشاكل جيوسياسية بين الصين وبين واحدة من أكبر المهمينين على سوق صادرات الحديد الخام، وهي استراليا.
بينما تعصف المشاكل المناخية بالبرازيل والتي تعتبر المهيمن الآخر على سوق صادرات الحديد.
ونحن إذ نتحدث عن استراليا والبرازيل، فنحن نتحدث عن الانتاج التالي:
-
استراليا : 919 مليون طن متري عام 2019.
-
البرازيل: 405 مليون طن متري.
-
الصين: 351 مليون طن متري.
-
الهند: 238 مليون طن متري.
-
روسيا: 97.5 مليون طن متري.
-
بقية العالم: 444 مليون طن متري.
خامسا. برنامج التحفيز الأمريكي الجديد بقيمة 1.2 تريليون دولار.
أقر مجلس النواب الأمريكي تشريعا كاسحا بقيمة 1.2 تريليون دولار، لإعادة تأهيل الطرق السريعة والطرق والجسور وتوسيع النطاق العريض ومشاريع أخرى.
وهوما قد يدفع إلى زيادة الطلب على الحديد وتحديدا خلال العام المقبل، خاصة وأن أمريكا لم تستطع سوى إنتاج 46.9 مليون طن متري من خام الحديد عام 2019.
أي أن هناك احتمالية إلى زيادة الإقبال على سوق الحديد الصلب لمواجهة متطلبات التشريع الأمريكي.
بالنتيجة؛
إن ما تم عرضه سابقا هو محاولة لاستقراء الأوضاع والظروف المحيطة بصناعة الحديد، للتوصل إلى توقع ممكنٍ لأسعار الحديد في المستقبل القريب.
حيث تعتمد عودة سعر الحديد على تحسّن ظروف الطلب، وتحديدا الطلب من قبل الصين وتحسن سوق الصلب لديها.
كما ويعتمد على تحسّن ظروف جانب العرض لدى الدول المُنتجة والمصدّرة للحديد.
فيما عرضنا برنامج التحفيز الأمريكي، الخاص بإعادة تأهيل البنية التحتية والطرق السريعة، كعامل محفز لزيادة الطلب على الحديد في المستقبل القريب، والذي قد يؤثر إيجابا على سعر الحديد.
وتجدر الملاحظة إلى أن هناك الكثير من المعطيات والعوامل ذات العلاقة، والتي لم يتم ذكرها في هذه المقالة.
ملاحظة: يمكنك الاطلاع على توقعات وكالة فيتش للحديد من خلال الضغط هنا.
المصادر التي الاستناد إليها في كتابة المقالة:
How the Iron Ore Market Works: موقع investopedia.
China iron ore futures fall as utilisation rates slip for seventh week: موقع: hellenicshippingnews
اسعار الحديد : businessinsider