ارتفع الذهب إلى أعلى مستوياته منذ خمسة شهور، وذلك وفقا لبعض البيانات الصادرة في الأمس، وفيما يلي توقعات اسعار الذهب في الفترات القادمة، وفقا لما جاء على صفحات رويترز.
اقتربت أسعار الذهب من أعلى مستوى لها في خمسة أشهر في آخر جلسة لها يوم الخميس، وذلك بعد صدور بيانات أسعار المستهلكين القوية في الولايات المتحدة، والتي أدت إلى الاندفاع نحو المعدن الأصفر، والذي يُنظر إليه دائما على أنه أداة فُضلى للتحوط ضد التضخم.
وقد ارتفع الذهب بنسبة 0.6% ليصل إلى 1861.39 دولار للأوقية.
بينما استقرت عقود الذهب الأمريكية الآجلة (تسليم شهر ديسمبر) على ارتفاع بنسبة 0.8% عند 1863.90 دولار.
وهذا يُعدُّ مؤشراً سعريا إيجابيا فيما يخص توقعات اسعار الذهب في الفترات القادمة .
حيث قال بوب هابركورن ، كبير محللي السوق في RJO Futures:
“السوق يعيش الآن في حالة رعب من بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي صدرت أمس بأعلى مستوياتها”.
كما أضاف قائلا:
” ينظر المتداولون إلى الذهب باعتباره أصلًا آمنًا ، كتحوط ضد خطر التضخم”.
كما وارتفع الذهب يوم الأربعاء الماضي بنسبة 2%، ليبلغ أعلى مستوى له منذ منتصف العام الحالي.
وذلك بعدما أظهرت البيانات ارتفاع أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة الأمريكية بأسرع وتيرة لها خلال 31 عاما.
وهذا يعني أننا سنبقى ضمن مستويات تضخم مرتفعة بشكل غير مريح حتى عام 2022.
كما أكد هابركورن على أن القراءة التي تمت ملاحظتها ستكون دافعا نحو 1900 دولار لأوقية الذهب.
بينما يرى الرجلُ بأن السوق سيتجه نحو الذهب، لأنه لا يرى امكانية زيادة سعر الفائدة في الوقت الحالي.
بل إنه يرى بأن برامج التحفيز التي ما زالت مستمرة، تدفع أسعار الفوائد على السندات الأمريكية إلى أعلى مستوياتها، مما يؤدي إلى الاتجاه نحو الذهب بشكل أكبر.
ولتبسيط الأمور، فإن مخاوف العالم من التضخم، يدفعه إلى التوجه نحو ملاذات آمنة تحفظ قيمة ثروته، وهو ما سيدفعه نحو أمرين؛
-
أول هذه الأمور، يتعلق بالذهب، وهو أمر طبيعي وتقليدي نظرا لندرة وخصائص هذا المعدن.
-
أو التوجه نحو أدوات الدين، المتمثلة بالسندات، والتي تتصف بخصائص الأمان والثبات، وهو الأمر الذي لا يجري على هذا النحو في الوقت الحالي، نظرا لسوء وضع بيانات الاقتصاد صاحب هذه السندات.
كما ويمكننا التأكيد على ما قاله هابركورن؛ وذلك بالاعتماد على تصريحات العديد من البنوك المركزية، حينما قالت:
“على الأرجح ستبقى أسعار الفوائد منخفضة على المدى الطويل”.
ولكننا يجب أن نكون واقعيين تجاه توقعات اسعار الذهب في الوقت القادم.
حيث تعمل مختلف الاقتصاديات على التعامل مع ارقام التضخم لديها، وذلك من خلال :
-
إعادة انعاش الاقتصاد، وحل المشاكل التجارية الاقتصادية، وتنشيط سلسلة التوريد العالمية.
-
التعامل مع الإصابات الجديدة، وتكثيف عمليات التلقيح، والحد من عودة الانتشار بكثافة.
-
ضبط أمور الطاقة، وتحديدا لدى الاقتصاديات الصناعية والانتاجية وعلى رأسها الصين.
بالنتيجة؛
سيتجه الذهب نحو ارتفاعات سعرية في الوقت القريب القادم، نظرا لأرقام التضخم الحالية، وبقاء اسعار الفوائد على حالها، حتى منتصف العام القادم على أبعد تقدير.
كما يجب عدم المبالغة في الارتفاعات السعرية، وذلك بسبب نية البنوك المركزية تشديد برامجها النقدية، ورفع أسعار الفوائد.
علما أننا قمنا بنشر تصريحات تفيد بإمكانية ارتفاع الذهب إلى مستويات تاريخية قد تتجاوز 3000 دولار، ويمكنك الاطلاع على الموضوع من خلال الضغط هنا.
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية