يستعد المستثمرون لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في ندوة جاكسون هول للاستماع لمدى الالتزام بمحاربة التضخم وسحقه، إلى جانب رغبتهم في الاستماع إلى أي إشارة حول خفض سعر الفائدة العام المقبل، وذلك حتى تصبح توقعات الأسواق المالية على وجه التحديد أكثر يقينا ووضوحا للمستثمرين والمضاربين.
ويأتي هذا الانتظار للاجتماع القادم، بعدما قرأ المستثمرون محضر الفيدرالي الاسبوع الماضي الذي كان يُنظر إليه على أنه محضر مسالم نوعا ما.
حيث أعاد المستثمرون قراءة توقعات الأسواق المالية قراءة تفائلها الذي اندفعت نحوه بُعيد آخر عملية رفع فائدة الشهر الماضي.
فتراجعت مؤشرات الأسواق المالية بعد تاريخ صدوره في 17 من الشهر الجاري، سواء على صعيد مؤشر S&P500 أو الداو جونز.
فيما ارتفع كل من عائد سندات الخزانة القياسي لمدة 10 سنوات بنحو 10 نقاط أساس.
إلى جانب ارتفاع الدولار بنحو 1.7٪ مقابل الين ، وهو زوج العملات الأكثر حساسية لتوقعات سعر الفائدة.
وقد قال ستيفين إنجلندر، رئيس أبحاث العملات الأجنبية العالمية لمجموعة العشرة واستراتيجية الاقتصاد الكلي لأمريكا الشمالية في ستاندرد تشارترد في نيويورك:
“الحذر والخوف هما موضوع الأسواق”.
كما قال أيضا:
“في هذه الحالة، فإن مختلف المستثمرين والمتعاملين في مختلف الاسواق المالية والنقدية، يبتعدون عن المخاطر قبل هذا الاجتماع”.
فيما قال إنجلندر على أن محضر الفيدرالي الأخير:
“أرى القليل من الأدلة على أن ضغوط التضخم قد انخفضت”.
وهو الرأي الذي صاحبه فيه نيل كاشكاري رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس حينما قال مساء:
“إن مخاوفي الأكبر هي أن التضخم سيكون أكثر ثباتا”.
ولكن إنجلندر يرى بأن القائمين على الفيدرالي مدركون تماما للمخاطر التي قد يندفع لها الاقتصاد في حالة التشديد الكبير.
وهذا يعني أن كل شيء سيكون متوقعا في الاجتماعات والتصريحات القادمة لحماية الاقتصاد من التضخم ثم الركود.
وحتى الآن فإن فرصة رفع الفائدة القادم على الدولار الأمريكي بنسبة زيادة تقدر بخمسين نقطة أساس الشهر القادم، تحتل أكثر من 51% من الرهانات، وأن الفائدة ستصل نهاية العام الحالي إلى 3.6%.
وهو التسعير الذي اعتبر غير منطبقي ومستبعد في رأي هارلي باسمان الشريك الإداري في Simplify Asset Management الأمريكية.
حيث قال باسمان:
“أعتقد أن الاحتياطي الفيدرالي يذهب إلى ما هو أكثر مما يعتقد السوق فيما يتعلق برفع الفائدة”.
ليستبعد باسمان بذلك مسألة أن التضخم سيصل إلى المستويات المرغوبة العام المقبل، وكأنها مسألة محسومة من الآن.
ويكمل باسمان حديثه عن التضخم الذي انخفض الشهر الماضي بدفع من انخفاض اسعار البنزين بشكل رئيسي.
حيث تحدث عن مسألة أخرى تؤرق معدلات التضخم، قائلا:
“هناك ارتفاع في اسعار المساكن بنسبة 10-20% وهو الأمر المربك بالنسبة لأرقام التضخم”.
بينما علق إنجلندر من ستاندرد تشارترد على مسألة رفع الفوائد قائلا:
“سيفعل بنك الاحتياطي الفيدرالي كل ما يلزم لخفض التضخم إلى هدفه البالغ 2%، لكنه لن يفعل كل الزيادات في الاجتماعات القليلة المقبلة”.
كما قال أيضا:
“رفع الفوائد ليس بالضرورة أن يتم اتخاذه كاملا خلال الاجتماعات الثلاثة القادمة”.
ووفقًا لحسابات رويترز، فقد ارتفع صافي المراكز الطويلة للمضاربين على الدولار كملاذ آمن للمرة الأولى في أربعة أسابيع.
وهو الشيء الذي يتزامن مع نتائج استطلاعات الرأي يوم الثلاثاء التي أجرتها ووكالة رويترز، وقالت إنها توصلت إلى نتيجة مفادها:
“إن الاقتصاد العالمي معرض بشكل متزايد لخطر الانزلاق إلى الركود ، حيث أصبح الإنفاق الاستهلاكي رهينة ارتفاع التضخم وارتفاع تكاليف الاقتراض العالمية”.
المقالات التي تم الاعتماد عليها في إعداد هذه المقالة القصيرة:
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية