الفاينانشال تايمز: من المقرر أن تؤدي توقعات الدولار الأمريكي القوي إلى محو أكثر من 10 مليارات دولار من أرباح الشركات الأمريكية في الربع الثالث، حسب تقديرات المحللين.
وهو الأمر الذي يزيد الضغط على الشركات التي تتصارع بالفعل مع الأسعار المرتفعة والتوقعات المحلية القاتمة، مما سيجعل من نتائج الربع الرابع القادمة أمرا صعبا.
حيث أثرت قوة الدولار على أرباح الولايات المتحدة طوال العام، مما أثر على صانعي كل شيء من لعب الأطفال إلى السجائر.
وبذلك فإن هذا الاتجاه يجعل من الصعب بشكل متزايد على المستثمرين تجاهل قوة الدولار مع تزايد المخاوف بشأن تأثيره الضار على الطلب.
وقد قال جاك كافري مدير محفظة بنك JP Morgan:
“بصفتك مستثمرًا ، فأنت تحاول الحصول على تأثير سعر صرف الدولار امام العملات الاخرى وهو الأمر الذي يزداد صعوبة”.
حيث يقصد كافري أن توقعات الدولار الأمريكي القوي ستقلل من حجم المبيعات التي تتم بالعملات الاجنبية.
وذلك حينما يتم تحويل المبيعات بالعملات الأخرى مرة أخرى إلى الدولارات في التقارير المالية ربع السنوية.
حيث أنه وعند قياس الدولار مقابل مجموعة من عملات الأسواق المتقدمة الأخرى، فإنه يلاحظ ارتفاعه بنسبة 17% منذ بداية العام.
ليسجل الدولار بذلك الارتفاع أقوى مستوى له منذ أكثر من عشرين عاما.
كما قال جوناثان جولوب ، رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في Credit Suisse :
“إنه مقابل كل ارتفاع يتراوح بين 8-10% في مؤشر الدولار، فإن ذلك يعني انخفاض 1% من ربحية السهم في مؤشر S&P 500”
وبذلك تقول الفاينانشال تايمز إن قوة الدولار ستخفض أرباح الربع الثالث بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي.
بينما قال مايكل ووكر ، مدير المحفظة في AllianceBernstein :
“إن قوة الدولار هذا العام يمكن أن تمحو حوالي 3 في المائة من الأرباح عبر المؤشر لهذا العام”.
ويرغب العديد من المستثمرين في النظر في هذه التأثيرات إذا كانوا واثقين من قوة أي شركة.
حيث قال كافري:
“إنه ليس شيئًا تحدث عنه الناس بشكل كافٍ خلال السنوات العديدة الماضية، لذلك قد تكون الفترة القادمة فترة صعبة على الشركات”.
وقد قال ووكر:
“إن الشركات التي تقوم ببيع بضائعها بالدولار الأمريكي مثل أمازون، فإنها ستقوم برفع اسعارها على العملاء بطريقة غير مباشرة لأن الدولار قوي”.
كما تزداد قوة الدولار الأمريكي بسبب التوقعات الاقتصادية الأكثر اشراقا مقارنة بالدول الأخرى، وهو ما يجعل من العملة الأمريكية قوية.
حيث قال المحللون والخبراء الاقتصاديون واصحاب الشركات:
“نتوقع أن ينخفض الطلب من قبل القارة الاوروبية تحديدا، وهو ما سيزيد من الاقبال على العملة الأمريكية كملاذ آمن”.
كما تقدم العملة الامريكية فوائد مرتفعة وثابتة مقارنة بالعملات الاخرى التي تواصل رفع الفوائد على عملتها ايضا.
بل إنه وحتى مع مراهنة المستثمرين على تباطؤ في زيادة أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي، فإنه من غير المرجح حدوث ضعف ملموس في الدولار حتى يبدأ الفيدرالي فعليا بخفض أسعار الفائدة.
إلا أن الفيدرالي أشار مرارا وتكرارا إلى إنه غير مستعد للقيام بذلك حتى يصل التضخم إلى هدف 2 في المائة.
أما عن مسألة تخفيض اسعار الفوائد بشكل عالمي، فقد قال مازن عيسى ، محلل استراتيجي في TD للأوراق المالية:
“لا أحد من البنوك المركزية العالمية الرئيسية وشيك الاقتراب من منطقة تخفيض اسعار الفوائد”
مجدي النوري
مُدون وصانع محتوى اقتصادي، عمل في مجال الدراسات في إحدى أهم المؤسسات الاقتصادية في فلسطين، وقام بكتابة العديد من المقالات والأبحاث الاقتصادية، لديه العديد من الشهادات والدورات الاقتصادية لدى العديد من الجهات المحلية والدولية